للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ:

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى». (١)

والشاهد لنا من هذا الحديث قوله: "فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش":

فدل ذلك على أن للعرش قوائم، ولم يرد في الشرع تحديد عدد لها، فهذا الحديث هو من أقوى الأدلة على أن العرش ليس المراد به الملك.

* من المسائل التي تتعلق بالعرش: استواء الله- تعالى -على العرش:

مسألة الاستواء على العرش ثابتة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهى صفة فعليه ثابته لله عزوجل، وأهل السنة مجمعون على إثبات هذه الصفة على حقيقتها على ما يليق بالله تعالى.

وقد جاء ذُكر الاستواء في القرآن الكريم في سبعة مواضع، من سورة: " الأَعراف، ويونس، والرعد، وطه، والفرقان، والسجدة، والحديد "، ومجيء ذكر الاستواء في القرآن بهذا العدد إنما هو لتأكيد عظم هذا الأمر وأهميته.

قال تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) (طه: ٥)

وقال تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (السجدة: ٤)

وقال تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)) (الفرقان: ٥٩)

* ومن السنة:

السنة مليئة بالأحاديث والآثار التي تثبت الاستواء وتؤكده.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

كونه فوق العرش ثبت بالشرع المتواتر وإجماع


(١) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم، (حوسب بصعقة الأولى):
أي عدت عليه الصعقة التي صعقها في الدنيا، وذلك عندما طلب من الله- تعالى- أن ينظر إليه، فتجلَّى سبحانه للجبل؛ لأن كل مكلف يصعق مرتين فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>