ومع أن النظرية منقوضة من جوانب كثيرة، ومع أن هناك من علماء الأحياء من رفضها جملة وتفصيلًا، فإن أعداداً من الناس لا تزال تروج لها، بل إن هذه النظرية لا تزال تدرس في بلادنا وكانها حقيقة علمية! والسبب في ذلك أن سدنة المذاهب وسماسرة الإلحاد الزاحف من الشرق والغرب يريدون إقناعنا بأننا من الأرض وحدها تخلقنا، وأن الروح الذي نسمو به ونسود بقية الأحياء لم يجئ من الله!
فهم لا يعترفون به!
إنه ظاهرة أرضية بحتة!
إن آدم اكتسب مكانته وكرامته بعد أن نفخ الله -تعالى- فيه من روحه بهذه النفخة العلوية أضحي كائناً جديراً بأن تسجد له الملائكة.
ولولا هذه النفخة لكنت نوعاً من الأنواع التي تحدث داروين عنها، ولكنت من أسرة متفاوتة الأفراد من زواحف وسباع ومن طيور وأنعام!! (١)
** وعليه فالأظهرُ -والله أعلم- أنّ من قال بهذه النظرية الكاذبة -بعد علمه بما جاء به الشرعُ- يكون كافراً؛ لأنه مكذِّب لله -تعالى -ورسوله صلى اله عليه وسلم، مكذِّب للكتاب والسنة وإجماع الأمة.
** ويؤيِّده:
لو كان الأمر كما قال صاحب تلك النظرية لَما جعل الله -تعالى- مَسْخَ مَن تحايَلَ على شرعِهِ عقوبةً رادعةً، قال تعالى:{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}[الأعراف: ١٦٦].