للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-الإيمان لغة:

مصدر آمن يؤمن إيماناً؛ فهو مؤمن، ومعنى الإيمان عند العرب: التصديق، فيُدْعَى المصدِّق بالشيء قولاً مؤمنًا به، ويُدْعى المصدِّق قولَه بفِعْله مؤمنًا. ومن ذلك قول الله جل ثناؤه: (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) [سورة يوسف: ١٧]، والمعنى: وما أنت بمصدِّق لنا في قولنا. (١)

... والإيمان يكون متعدياً بنفسه ومتعدياً بغيره:

١ - بنفسه:

يقال آمنته أى جعلت له الأمن، وهو التأمين من الخوف، قال الله تعالى: (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ * وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)

* قال النبي -صلى الله عليه وسلم: " أنا أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون ". (٢)

ومنه اسم الله تعالى: "المؤمن "؛ لأنه يؤمِّن عباده من الخوف والفزع يوم القيامة.

٢ - يتعدى بالباء:

فيكون معناه: التصديق، فتقول: آمنت بالله أو آمنت برسول الله، قال الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} [البقرة: ١٣٦]

ولما جاء الرجل يستنصح النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: (قل: آمنت بالله ثم استقم). (٣)

٣ - ويتعدى باللام:

ويكون معناه: الاتباع والانقياد والإذعان، قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت: ٢٦]،

، فيقال آمنت لله أي: أذعنت وخضعت وانقدت لأحكام الله و أوامره.

* وعليه: فالإيمان ليس قاصراًعلى التصديق فحسب، بل يشتمل على معنى التصديق والإقرار والانقياد. (٤)


(١) وانظر جامع البيان في تأويل القرآن (١/ ٢٣٥)
(٢) أخرجه مسلم (٦٦٢٩)
(٣) أخرجه مسلم (٣٨)
(٤) وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية على من جعل الإيمان مجرد التصديق من ستة عشر وجهاً فى كتاب الإيمان (ص/٩٩) ومجموع الفتاوى (٧/ ١٢٢) ومفاد ذلك أن من حصر الإيمان فى التصديق فقوله مردود من وجوه حيث أن الإيمان يقابله الكفر والتصديق يقابله التكذيب، والكفر يكون بالتكذيب وغيره. =
= كما أن الإيمان لا يفيد معنى التصديق إلا إذا عدِّى باللام (آمن له) (وما أنت بمؤمن لنا) وقد ورد لفظ الإيمان متعدِّياً بـ (اللام/الباء / وبنفسه)، فدل أن لفظ الإيمان أوسع دائرة من لفظ التصديق، ولو سلمنا أن الإيمان هو التصديق فحسب، فإن التصديق لغة يشمل الأفعال كما فى الحديث (العينان تزني............ والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)
- ولو سلمنا أن الإيمان هو التصديق لغة فإن قول الشرع مقدّم على اللغة حال التعارض، والشرع قد أوسع دائرة الإيمان فجعل فيها تصديق الجنان وقول اللسان وعمل الأركان، ونظيره.
لفظ الصلاة لغة - هى الدعاء، ولكن زادها الشرع بإلزام الركوع والسجود فيها مع القراءة..
وانظر المسائل العقدية التى حكى فيها ابن تيمية الإجماع (ص/٥١٧) وحقيقة الإيمان وبدع الإرجاء (٥٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>