للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو كفر؛ لقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات/١٥)

وذلك لأن اليقين شرط من شروط صحة " لا إله إلا الله ". (١)

(٢) حالات يشرع فىها الاستثناء:

أ- الاستثناء لمن يخشى تزكية النفس، أو باعتبارالموافاة فهو حق.

كما أدَّب الله -تعالى- أنبيائه على ذلك، كما فى قول إبراهيم عليه السلام (وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا) (الأنعام: ٨٠)

قال ابن بطة:

الاستثناء يصح من وجهين:

أحدهما:

نفي التزكية لئلا يشهد الإنسان على نفسه بحقائق الإيمان وكوامله، فإن من قطع على نفسه بهذه الأوصاف شهد لها بالجنة والرضوان، ومن شهد لنفسه بهذه الشهادة كان خليقاً بضدها.

الوجه الآخر:

يقع على مستقبل الأعمال ومستأنف الأفعال وعلى الخاتمة، وبقية الأعمار، ويريد إني مؤمن إن ختم الله لي بأعمال المؤمنين، وإن كنت عند الله -تعالى- مثبتاً في ديوان أهل الإيمان، وإن كان ما أنا عليه من أفعال المؤمنين أمرا يدوم لي ويبقى علي حتى ألقى الله -تعالى- به، ولا أدري هل أصبح وأمسي على الإيمان أم لا؟ (٢)

* قَالَ اسحاق بن منصور:

وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

... «وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ»، الِاسْتِثْنَاءُ هَاهُنَا عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَقَعُ؟

قَالَ: «عَلَى الْبِقَاعِ، لَا يَدْرِي أَيُدْفَنُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلَيْهِمْ أَوْ غَيْرِهِ» (٣)

ب- أن يتوجه الاستثناء إلى الإيمان المطلق:

لأن عدم الاستثناء يتضمن أن العبد فعل جميع ما أمر به، وفى ذلك تزكية للنفس، ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ إِنِّى


(١) الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح (ص/١٨١)
(٢) وانظر الإبانة الكبرى (٢/ ٨٦٥) ونص على مثله البغوى في شرح السنة (١/ ٤١) والغزالي فى قواعد العقائد (ص/٢٧٠)
(٣) انظر السنة للخلال (١٠٦٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>