للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دل ذلك على أنه جائز أن يُرى الله تعالى.

ألا ترى أن الخنساء لما أرادت تبعيد صلحها لمن كان حرباً على أخيها قرنت الكلام بأمر مستحيل فقالت:

ولا أصالح قوماً كنت حربَهمُ... حتى تعود بياضاً حُلْكَةَ القارِ " (١)

* ثانيا: الأحاديث النبوية في إثبات الرؤية:

قد ثبت بالنقل المتواتر المعنوي من أحاديث النبي -صلي الله عليه وسلم - ما يفيد ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة.

فلقد روي ما يزيد عن ثلاثين صحابياً أحاديث الرؤية، فالنصوص فيها قطعية الثبوت والدلالة؛ لأنها في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.

وأنشدوا في هذا المعني:

مما تواتر حديث من كذب... ومن بني لله بيتاً واحتسب

ورؤية وشفاعة والحوض... ومسح الخفين وهذي بعض.

* قال ابن كثير:

وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله -عز وجل- في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها؛ وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام وهداة الأنام. (٢)

قال ابن حجر:

جمع الدارقطني طرق الأحاديث الواردة في رؤية الله-تعالى-في الآخرة فزادت على العشرين، و تتبعها ابن القيم في حادي الأرواح فبلغت الثلاثين، وأكثرها جياد. (٣)

وممن نص على تواتر أحاديث الرؤية من الأئمة:

الذهبي وشيخ الإسلام ابن


(١) الإبانة عن أصول الديانة (ص/٤٥)
(٢) تفسير القرآن العظيم (/٢٧٩)
(٣) فتح الباري (١٣/ ٤٣٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>