وبما حققناه يندفع ما يهول به الخصوم -يقصد أهل السنة-ويعتمدون عليه ويستندون في الإلزام اليه وهو قولهم إن الرؤية تستدعى المقابلة، والمقابة تستدعى الجهة والجهة توجب كونه جوهرا أو عرضاً، فإنهم لم يبنوا ذلك إلا على فاسد أصولهم في أن الأدراك بالبصر لا يكون إلا بانبعاث الأشعة من العين، وذلك كله قد ابطلناه وبيَّنا أنه ليس الإدراك إلا نوع من العلوم يخلقه الله -تعالى - في البصرا. هـ وقد أكد الرازي في "نهاية العقول" على أن حقيقة الرؤية هي مزيد كشف، وضرب من التخيل. وانظر غاية المرام درء تعارض العقل والنقل في علم الكلام (ص/١٦٨) والاقتصاد في الاعتقاد (ص/٦٦) ومقالات في تناقضات الأشاعرة (ص/١٣٨) (٢) درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٥٠) وقد اعترف الرازي بأن الخلاف في مسألة الرؤية مع المعتزلة خلاف قريب من الخلاف اللفظي، وهكذا كان سمت المتأخرين من الأشاعرة تراهم يسعون سعياً حثيثاً لإذابة الخلاف بينهم وبين المعتزلة، وتراهم يسارعون فيهم، أذلة على المعتزلة أشدة على أهل السنة، لا يتورعون عن وصف أئمة أهل السنة بالمجسمة والحشوية والصفاتية والحمير والخصوم والحنابلة والوهابية.... ،. قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يصفهم: وأما المتأخرون فإنهم والوا المعتزلة وقاربوهم، وقدَّموهم على أهل السنة والإثبات وخالفوا أوليهم. الفتاوى الكبرى (٦/ ٣٧٢) (٣) القصيدة النونية (ص/٨٤)