(٢) أخرجه مسلم (٢٢٠٢) وأبوداود (٣٨٩١) (٣) متفق عليه. ومعنى الحديث: أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح. وليس هذا مخصوصًا بريقه صلى الله عليه وسلم -على الراجح- لقوله " بِرِيقَةِ بَعْضِنَا "؛ فهذا عام في ريق المؤمنين. * قال جمهورالعلماء المراد بقوله صلى الله عليه وسلم " تُرْبَةُ أَرْضِنَا " جملة الأرض، وليس أرض المدينة خاصة. * قال ابن القيم: وهل المراد بقوله تربة أرضنا جميع الأرض أو أرض المدينة خاصة؟؟ فيه قولان: ولا ريب أن من التربة ما يكون فيه خاصية ينفع بها من أدواء كثيرة ويشفي بها أسقاما ردية. قال جالينوس: رأيت بالإسكندرية أناساً يستعملون طين مصر على سوقهم وأفخاذهم، فينتفعون به منفعة بينة. وإذا كان هذا في هذه التربات فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها وقد خالطت ريق رسول الله وقاربت رقيته باسم ربه وتفويض الأمر إليه. قال القاضى عياض: هذا من فعله - عليه السلام - حقيقة الطب مع التبرك باسم الله والتشفى به، وذلك أن تراب الأرض لبرده ويبسه يقوِّى الموضع الذى به الألم، ويمنع انصباب المواد إليه يبسه وتجفيفه مع منعته فى تجفيف الجراح وإدمالها. وانظرزاد المعاد (٤/ ١٧٢) وحاشية ابن القيم على سنن أبي داود (١٠/ ٢٦٦) وإِكمَالُ المُعْلِمِ بفَوَائِد مسلم (٧/ ٩٠)