للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و السخاوي، والجبائي من المعتزلة. (١)

وهذا هو الراجح والله أعلم.

ومما يدل على هذا القول:

١ - قوله تعالى (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا)

فمن هؤلاء أطفال المشركين قد ماتوا على الميثاق الأول وشهدوا بربوبية الله تعالى، فهم على أصل فطرتهم السليمة.

وكذلك قوله تعالى: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبعَثَ رَسُولًا"

ووجه الدلالة:

هو قياس الأولى؛ فإذا كان الله -عزوجل- لا يعذِّب من بلغ ما لم يأته رسول حتى يُختبر يوم القيامة، فكيف يعذِّب الطفل الذي مات على أصل الفطرة السليمة.

٢ - عمومات الآيات القرآنية التى أفادت بالقطع أن العذاب لا يكون إلا لمن أساء وظلم، كقوله تعالى {لا يَصْلاهاَ إِلا الأَشْقَى} [الليل: ١٥]، وقوله - تعالى- لإبليس: {لأَملأَنَ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [النمل: ٨٥]، وكقوله تعالى: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: ٩٠]

*ومن السنة:

١ - عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عن أطفال المشركين من يموت منهم صغيرًا، فقال صلى الله عليه وسلم:

"الله أعلم بما كانوا عاملين" (٢).

*وجه الدلالة من هذا الحديث:

قوله "الله أعلم بما كانوا عاملين" هذا يعني إذا بلغوا وصاروا مكلفين، أما إذا لم يبلغوا فهم ليسوا بمكلفين فهم في الجنة. (٣)

٢ - عن سَمُرَة بْن جُنْدُبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وقَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، ....

فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ


(١) وانظر الفصل في الملل والنحل (٣/ ٣٨٨) وشرح النووي على مسلم (٨/ ٤٥٨) والأجوبة المرضية (٢/ ٤٤٨) والتذكرة (ص/٤٥٢) وشرح الأصول الخمسة (ص/ ٤٧٧)
(٢) متفق عليه.
(٣) أهل الفترة ومن في حكمهم (ص/٩٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>