للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو العباس ابن تيمية:

والمولود ولد على الفطرة سليماً، وولد على أن هذه الفطرة السليمة يغيرها الأبوان، كما قدَّر الله - تعالى - ذلك وكتبه، كما مثَّل النبي - صلى الله عليه وسلم- ذلك بقوله:

«كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء»، فبيَّن أن البهيمة تولد سليمة، ثم يجدعها الناس، وذلك بقضاء الله وقدره، فكذلك المولود يولد على الفطرة سليماً، ثم يفسده أبواه، وذلك أيضاً بقضاء الله وقدره. (١)

*وكذلك فمن الرد عليهم من نفس الحديث:

ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وقد قلب الدليل عليهم، كما هي عادته في الرد على أهل البدع، حيث قال رحمه الله:

وإن احتجت القدرية بقوله: «فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه» من جهة كونه أضاف التغيير إلى الأبوين - فيقال لهم: أنتم تقولون: إنه لا يقدر: لا الله ولا أحد من مخلوقاته، على أن يجعلهما يهوديين أو نصرانيين أو مجوسيين، بل هما فعلا بأنفسهما ذلك، بلا قدرة من غيرهما، ولا فعل من غيرهما، فحينئذ لا حجة لكم في قوله: «فأبواه يهودانه». (٢)

تم بحمدالله تعالى.


(١) درء تعارض العقل والنقل (٨/ ٣٦٠)
(٢) المصدر السابق (٨/ ٣٧٨)، وانظر شفاء العليل (ص/٥٧٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>