للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهلَ الحديث فلا أدري مَن هم.

قال القاضي عِياضٌ:

إنما أراد أحمدُ أهلَ السنة والجماعة ومن يعتقدُ مذهب أهل الحديث.

قلت: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرَّقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زُهّاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير. ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض" (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"وفي حديثٍ عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال:

«هم مَن كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي». صار المتمسكون بالإسلام المَحْض الخالص عن الشَّوْب هم "أهل السنة والجماعة". وفيهم: الصِّدِّيقون، والشهداء، والصالحون. ومنهم: أعلام الهُدى، ومصابيح الدُّجَى، أُولُو المَناقبِ المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم الأبدال، ومنهم الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين؛ لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعةُ" (٢).

فالحاصل أنها دوائر متداخلة:

١) الدائرة الكبرى (أمة الدعوة):

وهم كل من بُعث إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بُعث إلى الناس عامّةً.

٢) الدائرة الأقل منها (أمة الإجابة):

كل من دخل في دين الإسلام، وإن لم يلتزم بأصول السنة، فوقع في جملة من البدع المفسِّقة، التي لم تُخرجه من دائرة الإسلام.


(١) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحَجّاج (١٣/ ٦٦).
(٢) العقيدة الواسطية (ص/١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>