للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء الجواب: قل الله...

* ومن السنة:

قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ " (١)

فقد أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الله -تعالى- بلفظ " شخص ".

وعن أبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ". (٢)

فالدهر ليس اسماً لله -تعالى - ولا صفة له؛ وذلك لأمرين: -

١ - أنه لا حُسْن فيه من كل وجه.

٢ - أنه قد ورد فى نص الحديث قوله تعالى:

" وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ"

قال الله "بيدي الأمر أقلب الليل و النهار" فتبين أن معنى أن الله -تعالى- هو الدهر أي: أن الله هو المتصرف فى أمور الدهر.

* يؤيده:

قوله تعالى" وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ" (الجاثية/٢٤)، فلو كان الدهر اسماً من أسماء الله -تعالى- لما كفر الدهريون.

* وعليه فالقاعدة: " يُغتفر في باب الأخبار ما لا يُغتفر في غيره "

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

فالفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل، وبه يظهر الفرق بين ما يدعى الله به من الأسماء الحسنى، وبين ما يخبر به عنه وجل مما هو حق ثابت، لإثبات ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال، ونفي ما تنزه عنه عز وجل من العيوب والنقائص، فإنه الملك القدوس السلام، سبحانه وتعالى عمَّا يقول الظالمون علواً كبيراً.

وقال تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: ١٨٠] مع قوله {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم} [الأنعام: ١٩]،


(١) أخرجه مسلم (١٤٩٩)
(٢) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>