للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشفتان ويدان ورجلان، وجوارح كثيرة. قد سمَّاه الله وحيدا بجميع صفاته. فكذلك الله، وله المثل الأعلى، هو بجميع صفاته إله واحد. (١)

* وتأمل في قول أحمد:

" لا نقول: إن الله لم يزل وقدرته، ولم يزل ونوره، ولكن نقول: لم يزل بقدرته ونوره ".

فالصفة لا تضاف إلى الموصوف على سبيل العطف الذى يتقتضى المغايرة، وإنما

تضاف إليه من باب إضافة الصفة إلى موصوف.

قال أبوالعباس ابن تيمية:

فلا يوجد في كلام الله ورسوله واللغة اسم الواحد على ما لا صفة له، فإن لا صفة له لا وجود له في الوجود. (٢)

وهذا كلام من شيخ الإسلام - رحمه الله- من الأهمية بمكان ومفاده أن إثبات الواحدانية لا يفيد شرعاً و لا لغةً نفي الصفات.

ولا يتصور بحال من الأحوال أن تخلوا ذات عن الصفات، فالمعدوم هو الذى لا صفة له، فلا بد إذا كانت الذات موجودة أن تكون موصوفة ولو بصفة الوجود فقط، لهذا لا مفر للمعتزلة ولا غيرهم من أن يثبتوا ذاتاً موصوفة بالصفات.

وهم أثبتوا صفة الوجود الأزلي وهو ما يعبرون عنه بالقديم، وهذه صفة للذات وليست هي الذات، فيلزمهم من ذلك قبول هذا الأصل الذى هو إن القول بالصفات لا ينافي القول بالتوحيد.

ومن العقل:

أن الصفات ليست ذوات قائمة بنفسها حتى يلزم من تعددها تعدد الذوات، بل هى نعوت قائمة بالموصوف.

*ومن اللغة:

فإن الصفة: ليست ذاتاً مستقلة، بل هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات، وذلك نحو طويل وقصير وعاقل وأحمق، وغيرها، وهي الأمارة اللازمة بذات الموصوف الذي يعرف بها. (٣)


(١) المصدر السابق (ص/٢٨٤)
(٢) درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٨٢)
(٣) وانظرالتعريفات (ص/١٣٣) والمصباح المنير (ص/٣٩٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>