للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاعة الله عزوجل، قال تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (النساء/٨٠)

وعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأتِيهِ أَمْرٌ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: مَا نَدْرِي مَا هَذَا، عِنْدَنَا كِتَابُ اللهِ لَيْسَ هَذَا فِيهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ. (١)

لذا فإن الشهادتين تشتملان على نوعين من التوحيد:

أ) توحيد العبادة:

وهذا لله -عزوجل- وحده لا شريك له، فلا معبود بحق إلا الله تعالى.

ب) توحيد الاتباع: وهذا للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون غيره، فلا متبوع بحق إلا رسول الله. * عودٌ إلى حديث الباب:

قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًاً ".

فهذه التى ذكرها النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد الشهادتين هى أركان الإسلام.

وأما الصلاة فهى ركن الإسلام الأعظم بعد الشهادتين، والخلاف في حكم تاركها كسلاً خلاف عريض، وهذا إن دل إنما يدل على عظم هذا الركن.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه - في حديث الإسراء المشهور، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى


(١) أخرجه أحمد (١٧١٧٤) وأبوداود (٤٦٠٤)، وانظر السلسلة الصحيحة (ح/ ٨٨٢)
ومن فوائد هذا الحديث:
قال الطيبي:
في تكرير كلمة " ألا " توبيخ وتقريع، نشأ من غضب عظيم على من ترك السنة والعمل بالحديث استغناء بالكتاب، فكيف بمن رجح الراي على الحديث؟!! أ. هـ
قوله صلى الله عليه وسلم: " مُتَّكِئًا شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ ": أى على سريره، وفي ذلك إشارة إلى منشأ جهله وعدم اطلاعه على السنن، فرد كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بقلة نظره، ودوام غفلته بتعهد الاتكاء والرقاد.
وقال القاري: يعني الذي لزم البيت، وقعد عن طلب العلم، فهذه الصفة للترفه والدعة، كما هو عادة المتكبر المتجبر القليل الاهتمام بأمر الدين. وانظرعون المعبود (٧/ ٣٥) وتحفة الأحوذي (٦/ ٤٦٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>