-رحمه الله-إلى زعم النصارى أن عيسى من الله، وأنه المولود من الآب قبل كل الدهور، مستدلين على ذلك أن قوله ""رورح منه " أي جزء منه. وقد ذكر الآلوسي أن طبيبا نصرانيا حاذقا للرشيد قد ناظرعلي بن الحسين الواقدي المروزي ذات يوم فقال له: إن في كتابكم ما يدل على أن عيسى عليه السلام جزء منه تعالى، وتلا هذه الآية، فقرأ الواقدي قوله تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)) [الجاثية: ١٣] فقال: إذن يلزم أن يكون جميع الأشياء جزءا منه، سبحانه وتعالى علوا كبيراً. فانقطع النصراني وأسلم، وفرح الرشيد فرحاً شديداً. وانظر روح المعاني في تفسيرالقرآن العظيم والسبع المثاني (٣/ ٢٠٠)