للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن الله رفع عيسى إلى السماوات. (١)

فإذا كان النص والإجماع على رفع المسيح حياً، فهذه دلالة على نزوله ليكون في الأرض موته ودفنه؛ وذلك لقوله تعالى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥)} [طه: ٥٥].

٤) قال تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (آل عمران/٤٦)، وقال: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} (المائدة/١١٠)

فأشارت هاتان الآيتان إلى آيتين من آيات المسيح عليه السلام:

الأولى: تكلمه في المهد، والثانية: تكلمه بعد نزوله قبل يوم القيامة وهو في حال الكهولة، وإلا فإن كلام الكهل في معتاد الأحوال أمر مألوف فلا وجه لعطفه على كلام الطفولة. (٢)

* وكذلك ثبت نزول عيسى -عليه السلام- بالسنة المتواترة:

وممن نص على تواتر أحاديث نزول المسيح:

الطبري والنووى والقاضى عياض وأبو العباس ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن حجر وغيرهم.

وكذلك فقد نص الشوكانى في كتابه " التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح " على تواتر أحاديث نزول المسيح عليه السلام، وذكر من جملة ذلك تسعة وعشرين حديثاً، ما بين صحيح وحسن وضعيف منجبر. (٣)

وللإمام الشيخ محمد أنور شاه الكشميري كتاب جمع فيه هذه الأخبار، وسمَّاه:


(١) بيان تلبيس الجهمية (١/ ١٢٥)
(٢) انظر جامع البيان (٦/ ٤٢٠) روح المعاني (٤/ ١٧٩) وفصل المقال في نزول عيسى وقتله الدجال (ص/٢٠)
(٣) وانظر تفسير القرآن العظيم (٧/ ٢٣٦) ونظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص/٢٣٠) ونظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى قبل الآخرة (ص/٦٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>