(٢) الجامع لأحكام القرآن (١٩/ ١٢) *فائدة: من الجن من استرق السمع في بدء بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أخبر الكهانَ بخبر البعثة النبوية، وقد ورد في قصة إسلام الصحابي سَواد بن قارِب الدَّوْسِيّ -رضي الله عنه- الذي كان كاهناً في الجاهلية أن سبب إسلامه أن تابعه من الجن أخبره ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودعاه إلى اتّباعه، وذلك في قصة طويلة قصَّها على عمرَ رضي الله عنه- في خلافته، حيث قال: "كنت كاهناً في الجاهليّة، فبَيْنا أنا نائم إذ أتاني نَجِيِّي فضربَني برجله، ثم قال: يا سواد بن قارب، اسمعْ أقُلْ لك. قلتُ: هاتِ، قال: عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وأَرْجاسِها... وَرَحْلِها الْعِيسَ بِأَحْلاسِها تَهْوِي إلى مَكّةَ تَبْغِي الْهُدَى... ما مُؤْمِنُوها مِثْلَ أنجاسها فارْحَلْ إلى الصّفوة من هاشم... واسم بعينيك إلى رأسها قال سواد -رضي الله عنه-: فَأَصْبَحْتُ فَاقْتَعَدْتُ بَعِيراً لِي حَتَّى أَتَيْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا رَسولُ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ ظَهَرَ، قَالَ: فَأَخبَرْتُه الْخَبَرَ وَبَايَعْتُهُ". قال ابن حجر: وأصل هذه القصّة في صحيح البخاريّ من طريق سالم عن أبيه. وانظر الإصابة في تمييز الصحابة (٣/ ١٨٣) وتجريد أسماء الصحابة (١/ ٢٤٨) والوافي بالوَفَيات (١٦/ ٣٥).