للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رحمه الله:

أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يحب، وأبغضوا ما يبغض، ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر، ونهوا عما نهى، وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا من يحب أن يمنع. (١)

قال ابن حجر:

المراد بولي الله العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته. (٢)

* فإنما يُعرف ولي الله - تعالى - بموافقته للكتاب والسنة اعتقاداً وعلماً وعملاً، حتى وإن جري على يديه ما جري من خوارق العادات فليست دالة على ولايته، إلا بعرض هديه وعمله على الوحيين، فإن كان على الجادة فلا شك إنها كرامة، وأما إن كان من أرباب البدع فلا يكون ما يجرى على يديه إلا رجساً من عمل الشيطان، من باب قوله تعالى {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ *

تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء: ٢٢١، ٢٢٢]. (٣)

قال يونس بن عبد الأعلى:

" يقول قال صاحبنا - يعني الليث بن سعد - لو رأيت صاحب بدعة يمشي على الماء ما قبلته، فقال الشافعي إنه ما قصَّر، لو رأيته يمشي على الهواء ما قبلته. (٤)

قال ابن كثير:

وقد استدل بعضهم على أن الخارق قد يكون على يدي غير الولي،


(١) المصدر السابق (ص/٨)
(٢) وانظرفتح الباري (١١/ ٣٤٢) والإتحافات السنية بالأحاديث القدسية (ص/١٧٩)
(٣) ومن هذه الأحوال الشيطانية ما ذكره أبو العباس ابن تيمية وقد سئل عن الحلاج- المقتول على الكفر والزندقة سنة ٣٠٩ هـ- فبيَّن حاله وأحواله الشيطانية ثم قال:
" ومثل هذا يحدث كثيراً لغير الحلاج ممن له حال شيطاني، ونحن نعرف كثيراً من هؤلاء في زماننا وغير زماننا، مثل شخص هو الآن بدمشق كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق، فيجئ من الهواء إلى طاقة البيت الذي فيه الناس فيدخل وهم يرونه، وهو من أفجر الناس. وآخر كان بالشويك من قرية يقال لها الشاهدة يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه، وكان شيطانه يحمله وكان يقطع الطريق، وأكثرهم شيوخ الشر وانظرجامع الرسائل (١/ ١٩٤)
(٤) تلبيس إبليس (ص/١٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>