بل إن هذا مما دفع الذهبى إلى الكلام في سند الحديث، فقال: فهذا حديث غريب جدا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعددته في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه! ومن جملة التأويلات البعيدة التى ذكروها لمعنى التردد الوارد في حديث الباب، منها: أ) هو من تردد العبد حين يصاب بداء، فيدعو الله فيشفيه منه، ثم يبدو له أن يتركه ويعرض عنه، فلا بد له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله، فإنه قد كتب الفناء على خلقه. ب) أن يكون معناه: "ما رددت رسلي في شيء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن، كما روى من قصة موسى وملك الموت صلوات الله عليهما وما كان من لطمه عينة وتردده إليه مرة أخرى. ج) وهو أن يكون خطاباً لنا بما نعقل، والرب عز وجل يتنزه عن حقيقته، بل هو من جنس قوله: " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ". فكما أن أحدنا يريد أن يضرب ولده تأديباً، فتمنعه المحبة وتبعثه الشفقة فيتردد بينهما إلى غير ذلك من التأويلات البعيدة التي تصرف الحديث عن ظاهره من غير قرينة توجب ذلك.، ولا ريب أن المسلك المذكور أعلاه هو المسلك الجاري على قواعد أهل السنة والجماعة في هذا الباب، = =وذلك بحمل الحديث على ظاهره، وإثبات التردد صفة لله - تعالى- على مايليق بجلاله وعظمته. وانظر أعلام الحديث (٣/ ٢٢٦٠) وكشف المشكل من حديث الصحيحين (٣/ ٥٢٧) وميزان الاعتدال (١/ ٦٤٢) وقطرالولى (ص/٤٧٠) والقول الجلي في حديث الولي (١/ ٤٣٦)