١ - قد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان عليه الصلاة والسلام بعد الدفن يقف ويقول:
«استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل».
ولو كانت القراءة عند القبر خيراً وشرعاً لأمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تعلم الأمة ذلك.
٢ - كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزور القبور، ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه رضى الله عنه، وتعلموها منه، من ذلك:
... (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية).
ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع كثرة زيارته لقبورهم، ولو كان ذلك مشروعاً لفعله، وبينه لأصحابه؛ رغبةً في الثواب، ورحمةً بالأمة، وأداءً لواجب البلاغ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله:(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة/١٢٨).
فعدم الفعل مع وجود المقتضى وانتفاء الموانع فيه دلالة على عدم المشروعية. (١)