للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يصرف له نوعاً من أنواع العبادة، فهذا الشرك لا

يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء، وهذا المشرك الذي حرَّم الله -تعالى- عليه الجنة ومأواه النار. (١)

ولذلك عدة صور ومظاهر، نذكر منها:

١ - الأولى: التوجه بكلية العبادة للأنداد بشبهة باطلة:

قال تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (٣)) (الزمر: ٣)

فقد توجهوا لتلك الأصنام بشتى العبادات المالية: كالنذر والقرابين والذبائح، والبدنية: كالطواف والسجود وغير ذلك، واتخذوهم من دون الله أولياء يتولونهم، ويعبدونهم من دون الله تعالى، ويقولون:

"ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، قربة ومنزلة، ويشفعوا لنا في حاجاتنا ". فصار ضابط الشرك الأكبر فى توحيد الألوهية هو اتخاذ الند من دون الله تعالى، وصرف العبادة له.

*والقاعدة المطردة هنا:

" كل ما ثبت بالكتاب أو السنة أنه عبادة، فصرفه لله -توحيد، وصرفه لغير الله شرك ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

كل من غلا في حي وجعل فيه نوعاً من الإلهية مثل أن يقول:

إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو لغيره، أو يدعوه من دون الله تعالى؛ مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك أو أنت حسبي؛ أو أنا في حسبك؛ أو نحو هذه الأقوال والأفعال؛ التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل. (٢)

٢ - الثانية: دعاء غير الله تعالى:

قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَا


(١) القول السديد شرح كتاب التوحيد (ص/٣٠)
(٢) مجموع الفتاوى (٣/ ٣٩٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>