للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«صَدَقَ» ... ، فقال في آخره: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

... «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ». (١)

قال ابن الصلاح:

وفي هذا الحديث دلالة على صحة ما ذهب إليه أئمة العلماء في أن العوام المقلِّدين مؤمنون، وأنه يكتفي منهم بمجرد اعتقادهم الحق جزماً من غير شك وتزلزل، خلافاً لمن أنكر ذلك من المعتزلة.

وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قرر ضماماً على ما اعتمد عليه في تعرف رسالته وصدقه صلى الله عليه وسلم من مناشدته ومجرد إخباره إياه بذلك، ولم ينكر عليه ذلك قائلا له إن الواجب عليك أن تستدرك ذلك من النظر في معجزاتي والاستدلال بالأدلة القطعية التي تفيدك العلم، والله أعلم. (٢)

*الإجماع:

قال أبو العباس ابن تيمية:

وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وجمهور العلماء من المتكلمين وغيرهم على خطأ هؤلاء في إيجابهم هذا النظر المعين وفي دعواهم أن المعرفة موقوفة عليه.

إذ قد علم بالاضطرار من دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يوجب هذا

على الأمة ولا أمرهم به بل ولا سلكه هو ولا أحد من سلف الأمة في تحصيل هذه المعرفة. (٣)

قال أبو المظفر السمعاني:

وإنما أنكرنا طريقة أهل الكلام على ما أسسوا فإنهم قالوا:

أول ما يجب على الإنسان النظر المؤدي إلى معرفة الباري، وهذا قول مخترع لم يسبقهم إليه أحد من السلف، وأئمة الدين، ولو أنك تدبرت جميع أقوالهم وكتبهم لم تجد هذا في شيء منها، لا منقولًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا من الصحابة - رضي الله عنهم -، وكذلك من التابعين بعدهم. (٤)


(١) متفق عليه.
(٢) صيانة صحيح مسلم (ص/١٤٤)
(٣) مجموع الفتاوى (١٦/ ٣٢٩)
(٤) وانظر الانتصار لأصحاب الحديث (ص/٦٠) والحجة في بيان المحجة (٢/ ١٢٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>