للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاحْتِقَارِ (مَا يَجِبُ تَعْظِيمُهُ) شَرْعًا (مِنْ اللَّهِ تَعَالَى) بَيَانٌ لِمَا كَتَوْصِيفِهِ تَعَالَى بِمَا لَا يَلِيقُ بِهِ كَقَوْلِ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْظُرُ إلَيْنَا مِنْ الْعَرْشِ أَوْ السَّمَاءِ أَوْ يُبْصِرُ وَلَوْ قَالَ يَطْلُعُ لَا وَقَوْلُ لَا تَرْضَى يَا رَبِّ بِهَذَا الظُّلْمِ وَالْأَصَحُّ لَيْسَ بِخَطَأٍ وَاَللَّهُ يَظْلِمُك كَمَا ظَلَمْتنِي الْأَصَحُّ أَنَّهُ كُفْرٌ وَاَللَّهُ جَلَسَ لِلْإِنْصَافِ وَقَالَ لِمَنْ مَاتَ اخْتِيَارُ اللَّهِ إلَى إرَادَةِ الْآدَمِيِّ وَقَالَ لِمَنْ لَا يَمْرَضُ نَسِيَهُ اللَّهُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ اللَّهِ أَوْ الْقُرْآنِ أَوْ النَّبِيِّ وَفُلَانٌ فِي عَيْنِي يَهُودِيٌّ وَفِي عَيْنِ اللَّهِ وَقِيلَ إنْ أَرَادَ اسْتِقْبَاحَ فِعْلِهِ لَا يُكَفَّرُ وَيَدُ اللَّهِ طَوِيلَةٌ وَقِيلَ إنْ أَرَادَ بِهِ الْقُدْرَةَ لَا يَكْفُرُ وَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّ الْأَمْرَ كَذَا، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ وَيَمِينُك وَضَرْطُ الْحِمَارِ سَوَاءٌ وَيَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّ سُرُورِي وَحُزْنِي مِثْلُ سُرُورِك وَحُزْنِك وَقِيلَ إنْ ظَهَرَ التَّسَاوِي بَيْنَهُمَا لَا يَكْفُرُ وَيَعْلَمُ اللَّهُ أَنِّي أَدْعُوك دَائِمًا وَلِحَبِيبِهِ أَنْتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَلَوْ قِيلَ لِظَالِمٍ حَالَ ظُلْمِهِ أَمَا تَخَافُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ لَا أَخَافُ وَلَوْ فِي غَيْرِ حَالِ ظُلْمِهِ لَا يَكْفُرُ إلَّا أَنْ يَعْتَقِدَ كَوْنَهُ عَلَى حَقٍّ وَأَرَى هَذَا الْأَمْرَ مِنْك وَمِنْ اللَّهِ أَوْ أَعْتَمِدُ اللَّهَ وَإِيَّاكَ أَوْ أَرْجُو مِنْك وَمِنْ اللَّهِ كَلَامٌ قَبِيحٌ لَيْسَ بِكُفْرٍ وَأَصَابَ عَلَى فُلَانٍ قَضَاءَ سُوءٍ خَطَأً وَكَذَا يَكْفُرُ إذَا نَعَتَ اللَّهَ بِجَارِحَةٍ أَوْ نَفَى صِفَةً مِنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ أَوْ قَالَ بِالْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ أَوْ وَصَفَهُ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَان أَوْ قَالَ مَعَهُ قَدِيمٌ آخَرُ أَوْ مُدَبِّرٌ آخَرُ مُسْتَقِلٌّ أَوْ وَصَفَهُ بِالْجِسْمِ أَوْ الْحُدُوثِ أَوْ عَدَمِ عِلْمِهِ بِالْجُزْئِيَّاتِ أَوْ سَجَدَ لِغَيْرِهِ تَعَالَى أَوْ سَبَّهُ تَعَالَى أَوْ أَشْرَكَ بِعِبَادَتِهِ شَيْئًا أَوْ افْتَرَى عَلَيْهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ لِمَخْلُوقٍ إنَّ خَلْقَهُ عَبَثٌ وَمُهْمَلٌ وَالتَّفْصِيلُ فِي الْفَتَاوَى (وَمَلَائِكَتِهِ) وَلِهَذَا لَوْ قَالَ لِغَيْرِهِ رُؤْيَتُك عَلَيَّ كَرُؤْيَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ قَالُوا يَكْفُرُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إنْ قَالَ لِعَدَاوَةِ الْمَلَكِ وَاسْتِهْزَائِهِ كَفَرَ وَإِلَّا فَلَا وَلَوْ قَالَ " رَوَى فُلَانٌ دشمن ميدارجون رَوَى مَلَكُ الْمَوْتِ " فَالْأَكْثَرُ عَلَى كُفْرِهِ.

وَلَوْ قَالَ لَا أَسْمَعُ شَهَادَةَ فُلَانٍ وَلَوْ كَانَ جَبْرَائِيلُ أَوْ مِيكَائِيلَ يَكْفُرُ وَلَوْ قَالَ إذَا شَهِدَ جَبْرَائِيلُ أَوْ مِيكَائِيلُ لَا أَقْبَلُ يَكْفُرُ أَوْ قَالَ أَعْطِنِي أَلْفَ دِرْهَمٍ حَتَّى أَبْعَثَ مَلَكَ الْمَوْتِ لِيَرْفَعَ رُوحَ فُلَانٍ يَكْفُرُ وَلَوْ قَالَ أَنَا مَلَكُك فِي مَوْضِعِ كَذَا أَوْ أَنَا مَلَكُك مُطْلَقًا لَا يَكْفُرُ بِخِلَافِ أَنَا نَبِيٌّ (وَكُتُبِهِ) فَمَنْ اسْتَخَفَّ بِالْقُرْآنِ أَوْ حَرْفٍ مِنْهُ أَوْ أَلْقَى الْمُصْحَفَ إلَى الْقَاذُورَاتِ أَوْ جَحَدَ حَرْفًا مِنْهُ أَوْ كَذَّبَ بِهِ أَوْ نَفَى مَا أَثْبَتَهُ أَوْ أَثْبَتَ مَا نَفَاهُ أَوْ بَدَّلَ حَرْفًا مِنْهُ أَوْ زَادَ أَوْ قَرَأَ عَلَى الْهَزْلِ بِنَحْوِ الدُّفِّ أَوْ قَالَ شَبِعْت مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَوْ اسْتَعْمَلَ الْقُرْآنَ فِي بِذْلَةِ كَلَامِهِ كَمَنْ مَلَأَ الْقَدَحَ وَقَالَ كَأْسًا دِهَاقًا أَوْ قَالَ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الشُّرْبِ، وَكَانَتْ شَرَابًا طَهُورًا أَوْ عِنْدَ الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ لَعَلَّ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ لَا يَكْفُرُ أَوْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ أَوْ عَابَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ وَكَذَا مَنْ أَنْكَرَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ أَوْ سَبَّهُمَا وَمَنْ قَرَأَ أَوْ أَقْرَأ بِشَوَاذٍّ مِنْ الْحُرُوفِ مِمَّا لَيْسَ فِي الْمُصْحَفِ قَالُوا يَجِبُ عَلَيْهِ التَّوْبَةُ كَمَا فِي تَبْيِينِ الْمَحَارِمِ وَفِي إنْكَارِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ قِيلَ يَكْفُرُ وَقِيلَ لَا وَلَوْ قَالَ خُذْ أُجْرَةَ الْمُصْحَفِ يَكْفُرُ وَأَشْكَلَ عَلَيْهِ إذَا تَوَسَّدَ الْكِتَابَ إنْ قَصَدَ الْحِفْظَ لَا يُكْرَهُ وَإِلَّا يُكْرَهُ وَكَذَا الْجُلُوسُ عَلَى جُوَالِقَ فِيهَا مُصْحَفٌ (وَرُسُلِهِ) كَمَنْ أَنْكَرَ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ لَمْ يَرْضَ سُنَّةً مِنْ سُنَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>