للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَثَتْ «نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي»

قِيلَ وَجْهُ النَّهْيِ صِيَانَةُ اللِّسَانِ عَنْ الْأَلْفَاظِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي الْمَكَارِهِ وَمَا تَنْفِرُ عَنْهُ الطِّبَاعُ قِيلَ مَرَّ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - عَلَى قَوْمٍ أَوْقَدُوا نَارًا فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الضَّوْءِ وَلَمْ يَقُلْ يَا أَهْلَ النَّارِ لِأَنَّهُ مِثْلُ أَنْ يَقُولَ يَا أَهْلَ جَهَنَّمَ «وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَا أَكْبَرُ أَمْ أَنْتَ أَكْبَرُ فَقَالَ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَكْبَرُ رُتْبَةً وَأَنَا أَقْدَمُ مِنْك سِنًّا» وَلَمْ يَقُلْ أَنَا أَكْبَرُ مِنْك لِئَلَّا يُوهِمَ الْكِبَرَ فِي الْمَرْتَبَةِ إنَّمَا سَمَّى الْعَرَبُ الْفَلَاةَ مَفَازَةً وَالْعَطْشَانَ نَاهِلًا وَاللَّدِيغَ سَلِيمًا وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ لِلتَّفَاؤُلِ فَإِنَّ الْمَفَازَةَ هِيَ النَّجَاةُ وَالنَّاهِلَ هُوَ الرَّيَّانُ وَالسَّلِيمَ هُوَ ذُو السَّلَامَةِ (مج عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - أَنَّهُ «جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَلَّمَهُ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ فَقَالَ الرَّجُلُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْت» أَنْتَ «فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ تَعَالَى عِدْلًا» بِالْكَسْرِ مِثْلًا وَمُعَادِلًا «قُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ» مَعْمُولٌ لِلَفْظِ قُلْ؛ لَا يَخْفَى أَنَّهُ يَقْرَبُ إلَيْهِ قَوْلُ الْأَصْحَابِ فِي أَكْثَرِ الْأَحْوَالِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَتَأَمَّلْ فِي فَرْقِهِمَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي هَذَا الرَّدِّ وَالْإِنْكَارِ قَوْلُ الْعَامَّةِ فِي الْأَكْثَرِ إنِّي أَعْلَمُ هَذَا مِنْ اللَّهِ وَمِنْك وَقَوْلُهُمْ أَعْلَمُ هَذَا مِنْ اللَّهِ أَوَّلًا وَمِنْك وَقَوْلُهُمْ أَعْتَمِدُ فِي هَذَا عَلَى اللَّهِ أَوَّلًا وَعَلَيْك ثَانِيًا (خ م عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إمَاءُ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي» لِأَنَّ فِيهِ تَعْظِيمًا لِنَفْسِهِ وَلِأَنَّ الْعَبْدَ فِي الْحَقِيقَةِ إنَّمَا هُوَ لِلَّهِ قِيلَ إنَّمَا كُرِهَ إذَا قَالَ بِطَرِيقِ التَّطَاوُلِ وَالتَّحْقِيرِ وَإِلَّا فَقَدْ جَاءَ الْقُرْآنُ بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: ٣٢]

«وَلَا يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ رَبِّي وَلَا رَبَّتِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي فَكُلُّكُمْ عَبِيدٌ وَالرَّبُّ وَاحِدٌ» وَغَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْمَ عَاصِيَةَ) بِنْتِ عُمَرَ (إلَى جَمِيلَةَ) وَرُبَّمَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ فِي دِيَارِنَا فَيُغَيِّرُهُ عُلَمَاؤُنَا لَكِنَّ السَّابِقَ أَنَّهُ آسِيَةُ لَا عَاصِيَةُ فَلَا يُغَيَّرُ بَلْ يُتَفَاءَلُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ (وَحَزْنٍ) بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ مَا غَلُظَ مِنْ الْأَرْضِ (إلَى سَهْلٍ) وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ (وَعَزِيزٍ) بِمُهْمَلَةِ وِزَاءَيْنِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ الْغَالِبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى لَكِنْ يَرُدُّهُ مَا فِي التَّتَارْخَانِيَّة أَنَّ التَّسْمِيَةَ بِاسْمِ اللَّهِ يُوجَدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى كَالْعَلِيِّ وَالْكَبِيرِ وَالرَّشِيدِ وَالْبَدِيعِ جَائِزٌ لِأَنَّهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَرَكَةِ وَيُرَادُ بِهِ فِي حَقِّ الْعِبَادِ غَيْرُ مَا يُرَادُ بِهِ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى (وَعَتَلَةَ) بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْفَوْقِيَّةِ لِأَنَّ الْعَتْلَ الْجَرُّ بِالْعُنْفِ وَالْغِلْظَةِ وَالشِّدَّةِ وَالْمُؤْمِنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>