للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحِبُّ بني العوَّام طُرًّا لِحُبِّها ... ومن أجلها أحببتُ أخوالها كلبا

تجولُ خلاخيلُ النِّساء ولا أرى ... لرملة خلخالًا جولُ ولا قُلْبَا

وذكر الخرائطي (١): أنَّ بشر بن مروان كان إذا ضرب البعث على أحدٍ من جنده، ثمَّ وجده قد أخلّ بمركزه؛ أقامه على كرسيٍّ، ثم سمَّر يديه في الحائط، ثم انتزع الكرسي من تحت رجليه، فلا يزالُ يتشحط حتى يموت، وأنَّه ضرب البعث على رجلٍ عاشقٍ حديث عهد بعرس ابنة عمِّه، فلما صار في مركزه؛ كتب إلى ابنة عمِّه كتابًا، ثم كتب في أسفله:

لولا مخافةُ بشرٍ أو عقوبته ... وأن يُرى بعد ذا في الكف مسمارُ

إذًا لعطّلتُ ثغري ثم زُرْتكم ... إنَّ المحبَّ إذا ما اشتاق زوَّارُ

فلما ورد عليها الكتاب؛ أجابته عنه، ثم كتبتْ في أسفله:

ليس المحبُّ الذي يخشى العقاب ولو ... كانتْ عقوبتُه في فجوةِ النَّارِ [٧٨ ب]

بل المحبُّ الذي لا شيء يُفْزِعُه ... أو يَستقِرَّ ومن يهواهُ في الدَّار

فلما قرأ الكتاب قال: لا خير في الحياة بعد هذا! وأقبل حتى دخل


(١) «اعتلال القلوب» (ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥)، والخبر والشعر في «الزهرة» (١/ ٢٨٧، ٢٨٨). ورواهما القالي في أماليه (٢/ ٣٠ ـ ٣١) بأطول مما هنا عن الأصمعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>