للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة، فأتى بشر بن مروان في وقت غدائه، فلمَّا فرغ من غدائه؛ أُدخل عليه، فقال: ما الذي دعاك إلى تعطيل ثغرك؟ أما سمعت النداء؟ فقال: اسمع عُذْري، فإمَّا عفوتَ، وإما عاقبت. فقال: ويلك! وهل لك من عذرٍ؟ فقصَّ عليه قصَّته وقصَّة ابنة عمِّه، فقال: أوْلى لكما. يا غلام! خُطَّ على اسمه من البَعْث، وأعطِهِ عشرة آلاف درهم، والحقْ بابنة عمِّك.

سهرتُ ومنْ أهدى لي الشَّوق نائمُ ... وعذَّبَ قلبي بالهوى وهو سالمُ (١)

فواحسرتا حتَّى متى أنا قائلٌ ... لمنْ لامني في حُبِّكم أنت ظالمُ

وحتَّى متى أُخفي الهوى وأُسِرُّه ... وأدفِنُ شوقي الحَشَا وأُكاتمُ

أريدُ الذي قد سرَّكم بمساءتي ... ليفعل واشٍ أو ليعذُر لائمُ

وقال آخر (٢):

بي لا بها ما أُقاسي من تجَنِّيها ... ومن جوى الحُبِّ في الأحْشاء أفْدِيها

والله يعلم أني لا أُسرُّ بأن ... تلقى منْ الوجد ما لاقيتُه فيها

خوف البكاء كما أبكي فيترُكني ... أبكي على كبدي طورًا وأبكيها

وقال العبَّاس بن هشام الكلبي (٣): ضرب عبد الملك بن مروان بعثًا إلى اليمن، فأقاموا سنين، حتى إذا كان ذات ليلة وهو بدمشق قال: والله


(١) الأبيات في «اعتلال القلوب» (ص ٣٠٥) وقبلها: «أنشدني الحسين بن زياد».
(٢) الأبيات في المصدر السابق (ص ٣٠٥).
(٣) أخرجه الخرائطي (ص ٢٧٢). والخبر والشعر في بهجة المجالس (٢/ ٤٦، ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>