للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أميرًا، ومحكومًا عليه (١) بعد أن كان حاكمًا، وتابعًا بعد أن كان متبوعًا، ومَنْ صبرَ على حكمه أرتَعَه في رياض الأماني والمُنَى، ومن خرجَ عن حكمه أوردَه حِياضَ الهلاك والرَّدَى.

قال علي بن أبي طالب (٢) رضي الله عنه: لقد سبقَ إلى جنات عدنٍ أقوامٌ ما كانوا بأكثر الناس صلاةً، ولا صيامًا، ولا حجًّا، ولا اعتمارًا، ولكنهم عقلوا عن الله مواعظَه، فوجِلَتْ منه قلوبُهم، واطمأنتْ إليه نفوسُهم، وَخَشَعَتْ له جوارحُهم، ففاقوا الناسَ بطيب المنزلة، وعلوِّ الدرجة عند الناس في الدنيا، وعند الله في الآخرة.

وقال عمر بن الخطاب (٣) رضي الله عنه: ليس العاقلُ الذي يعرفُ الخيرَ من الشر، ولكنه الذي يعرف خيرَ الشرَّينِ [٤ أ].

وقالت عائشة (٤) رضي الله عنها: قد أفلحَ من جعلَ اللهُ له عقلًا.

وقال ابن عباس (٥) رضي الله عنهما: وُلد لكسرى مولودٌ، فأحضَرَ


(١) «عليه» ساقطة من ش.
(٢) أخرجه ابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص ٧).
(٣) كما في «العقد الفريد» (٢/ ٢٤٦)، و «ذم الهوى» (ص ٧). ورُوِي نحوه عن عمرو بن العاص في «عيون الأخبار» (١/ ٢٨٠)، و «بهجة المجالس» (١/ ٥٣٥). وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب «العقل» (ص ٢٧ - ٢٨)، وأبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٣٣٩) عن سفيان بن عيينة.
(٤) «ذم الهوى» (ص ٨).
(٥) الخبر عن ابن عائشة في «ذم الهوى» (ص ٨)، ونحوه في «أدب الدنيا والدين» (ص ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>