للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاءني منْهُ كلامٌ صائدٌ ... ورسالاتُ المُحبِّين الكلِمْ

صائدٌ يأْمنُه غِزْلانُه ... مثلَ ما يأْمنُ غِزْلانُ الحرم

صلِّ إن أحببت أن تُعْطى المُنى ... يا أبا الشَّعْثاء لله وصُمْ

ثُمَّ ميعادُك بعدَ الموت في ... جنَّةِ الخُلْدِ إن الله رَحِمْ

حيثُ ألقاك غلامًا ناشئًا ... ناعمًا قد كمُلتْ فيك النِّعمْ

وقال الأصمعي (١) عن أبي سفيان بن العلاء قال: بصُرتِ الثُّريا بعمر بن أبي ربيعة، وهو يطوف حول البيت، فتنكرت، وفي كفّها خَلُوقٌ، فزحمته، فأثَّر الْخَلُوق في ثوبه، فجعل الناس يقولون: يا أبا الخطاب! ما هذا زيَّ المحرم! فأنشأ يقول:

أدخل الله ربُّ موسى وعيسى ... جنَّة الخُلْد من ملاني خَلُوقا

مسحتْ كفَّها بجيب قميصي ... حين طُفنا بالبيت مسْحًا رفيقا

فقال له [١٣٠ ب] عبد الله بن عمر: مثل هذا القول تقول في هذا الموضع؟ فقال يا أبا عبد الرحمن! قد سمعتَ منِّي ما سمعت، فوربِّ هذه البنيَّةِ ما حللت إزاري على حرامٍ قط!

وقيل لليلى الأخيلية (٢): هل كان بينك وبين توبة مايكرهُه الله؟


(١) أخرجه الخرائطي (ص ١٠٢)، وابن الجوزي (ص ٢٢٣ - ٢٢٤)، والأصبهاني في الأغاني (٤/ ٢١٤).
(٢) ذكره الخرائطي (ص ١٠٣)، وابن الجوزي (ص ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>