للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أمير المؤمنين! كَلِفْتُ بابن أخيه، فما أزال أُراعيه. فقال له عثمان: إما أن تهبها لابن أخيك، أو أعطيك ثمنها من مالي. فقال: أُشهِدُك يا أمير المؤمنين أنها له!

وأُتي عليُّ بن أبي طالب (١) بغلام من العرب، وُجد في دار قوم بالليل، فقال له: ما قصَّتُك؟ فقال: لست بسارقٍ، ولكني أصدُقك.

تعلَّقتُ في دار الرياحي خودةً ... يذلُّ لها من حُسنها الشمس والبدر

لها في بنات الرُّوم حسنٌ ومنصبٌ ... إذا افتخرت بالحسن صدقها الفخر

فلما أتيتُ الدار من حَرِّ مُهجةٍ ... أتيتُ وفيها من توقُّدِها جمرُ

تبادر أهل الدار بي ثم صيَّحوا ... هو اللصُّ محتومًا له القتلُ والأسرُ

فلما سمع عليٌّ شعره؛ رقَّ له، وقال للمهلَّب بن رباح: اسمح له بها، ونعوضك منها، فقال: يا أمير المؤمنين! سلهُ من هو ليُعرف نسبه؟ فقال: النهاسُ بن عُيينة العِجْليُّ. فقال: خذها، فهي لك!

وذكر التميميُّ في كتابه المسمى بـ «امتزاج النفوس» (٢) أن معاوية ابن أبي سفيان اشترى جارية من البحرين، فأُعجب بها إعجابًا شديدًا، فسمعها يومًا تنشد أبياتًا، منها:


(١) أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (ص ٢٣٢ - ٢٣٣). وانظر الواضح المبين (ص ٣١)، وديوان الصبابة (ص ٢٠٣).
(٢) نقل عنه مغلطاي في الواضح المبين (ص ٣٢)، وانظر ديوان الصبابة (ص ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>