للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفارقتُه كالغُصنِ يهتزُّ في الثَّرى ... طريرًا وسيمًا بعدما طرَّ شاربُه

فسألها، فقالت: هو ابنُ عمي، فردَّها إليه، وفي قلبه منها.

وقال سالم بن عبد الله (١): كانت عاتكة بنت زيد تحت عبد الله بن أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ وكانت قد غلبته على رأيه، وشغلته عن سُوقه، فأمره أبو بكر بطلاقها واحدةً، ففعل، فوجد [١٤٥ ب] عليها، فقعد لأبيه على طريقه وهو يريد الصلاة، فلما بصر بأبي بكر بكى وأنشأ يقول:

ولم أر مثلي طلَّق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير جُرمٍ يطلقُ

لها خُلُقٌ جزلٌ وحلمٌ ومنصبٌ ... وخلقٌ سويٌّ في الحياة ومصدق

فرقَّ له أبو بكر ــ رضي الله عنه ــ فأمره بمراجعتها، فلما مات؛ قالت: ترثيه (٢):


(١) أخرج عنه الخرائطي في اعتلال القلوب (ص ٢٠٨ - ٢١٠). ورواه أبو الحسن المدائني في «المردفات من قريش» (ص ٦١ - ٦٤) مطولًا، وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (١٦/ ١٢٧). وانظر الخبر والشعر في ذم الهوى (ص ٦٤٧ - ٦٤٨)، وربيع الأبرار (٤/ ١١٤)، وتزيين الأسواق (١/ ٣٢٤ - ٣٢٥)، والموشى (ص ١٧٣)، والاستيعاب (٤/ ٣٦٤)، وتهذيب تاريخ دمشق (٥/ ٣٦٦)، وشرح الحماسة للتبريزي (٣/ ٧١)، وشرح أبيات مغني اللبيب (١/ ٩٣ - ٩٥)، وخزانة الأدب (٤/ ٣٥٠).
(٢) الأبيات في عيون الأخبار (٤/ ١١٤)، والحماسة البصرية (١/ ٢٠٢)، والمصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>