للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق، فلما مرَّت؛ وضع يده عليها، فكرت راجعةً تسبِّح، فسبقها الزبير إلى المنزل، فلما رجعت؛ قال لها: ما ردَّك عن وجهك؟ قالت: كنا [١٤٦ أ] نخرج والناس ناس، وأما اليوم؛ فلا. وتركت المسجد، فلما قُتل الزُّبير؛ قالت ترثيه (١):

غدر ابن جُرموز بفارس بهمةٍ ... يوم اللقاء وكان غير معرد

يا عمر لو نبهته لوجدته ... لا طائشًا رعش السنان ولا اليد

ثكلتك أُمك إن ظفرت بمثله ... فيما مضى حتى تروح وتغتدي

كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يا بن أُم الفرقد

إن الزُّبير لذو بلاءٍ صادقٍ ... سمحٌ سجيته كريم المشهد

فلما حلَّت؛ خطبها عليُّ بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ فقالت: إني لأضنُّ بك عن القتل.

وذكر الخرائطيُّ (٢): أنَّ المهديَّ خرج إلى الحج، حتى إذا كان بزُبالة؛ جلس يتغدَّى، فأتى بدويٌّ فنادى: يا أمير المؤمنين! إني عاشق، ورفع صوته. فقال للحاجب: ويحك! ما هذا؟ قال: إنسان يصيح إني


(١) الأبيات في ذيل أمالي القالي (ص ١١٢)، والحماسة البصرية (١/ ٢٠٣)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٤٣) والمصادر السابقة. ونسبها ابن عبد ربه في العقد (٣/ ٢٧٧) لأسماء، وقال: وتُروى لعاتكة.
(٢) في اعتلال القلوب (ص ٢٣٤). والخبر مع الشعر في مصارع العشاق (٢/ ٢٢٢، ٢٢٣)، والتذكرة الحمدونية (٩/ ٢٧٠)، وديوان الصبابة (ص ٢٠٣ - ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>