للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجَّهت إلى الحي، وما زالت تبذل لهم المال حتى زوجوه، وإذا المرأة أعشقُ من الرجل، فكانت زبيدة تعدُّه في أعظم حسناتها، وتقول: ما أنا بشيء أسرَّ مني بجمعي بين ذلك الفتى والفتاة.

قال الزمخشري (١): وهوي أحمد بن أبي عثمان الكتاب جارية لزبيدة اسمها «نُعْم» حتى مرض، وقال فيها أبياتًا منها:

وإني ليرضيني الممرُّ ببابها ... وأقنعُ منها بالشتيمة والزجر

فوهبتها له.

وذكر الخرائطي (٢): أنه كان لبعض الخلفاء غلامٌ وجارية من غلمانه وجواريه متحابَّيْنِ، فكتب الغلام إليها يومًا:

ولقد رأيتك في المنام كأنما ... عاطيتني من ريق فيك البارد

وكأن كفَّك في يدي وكأننا ... بتنا جميعًا في فراش واحد

فطفقتُ يومي كله متراقدًا ... لأراك في نومي ولستُ براقد

فأجابته:

خيرًا رأيتَ وكلُّ ما أبصرته ... ستنالُه منِّي برغمِ الحاسد


(١) في ربيع الأبرار (٤/ ٢٦). والبيت في المستطرف (٣/ ٣٤) لأحمد بن عثمان الكاتب.
(٢) لم أجد النص في «اعتلال القلوب» المطبوع. والخبر مع الشعر في «الإماء الشواعر» (ص ١٩٣ ـ ١٩٤)، والعقد الفريد (٦/ ٦٠، ٦١)، وربيع الأبرار (٤/ ١٨) والمستطرف (٣/ ١٩، ٢٠)، وديوان الصبابة (ص ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>