للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجلَّ ــ عزًّا، والذلُّ في طاعة الله أقربُ من العز في معصيته.

وقال أبو العتاهية (١): لقيت أبا نُواس في المسجد الجامع، فعذلته وقلت له: أما آن لك أن ترْعوي، وتزدجر؟! فرفع رأْسه إليَّ، وقال:

أتُراني يا عتاهي ... تاركًا تلك الملاهي؟!

أتُراني مُفْسِدًا بالنُّسـ ... ـكِ عند القوم جاهي؟!

فلما ألحَحْتُ عليه في العذل؛ أنشأ يقول: [١٥١ ب]

لا ترجعُ الأنفسُ عن غيِّها ... ما لم يكنْ منها لها زاجرُ

فوددتُ أني قلتُ هذا البيت بكل شيءٍ قُلْتُه.

وقال ابن السماك (٢) عن امرأةٍ كانت تسكنُ البادية: لو طالعتْ قُلُوبُ المؤمنين بفكرها إلى ما ذُخِر لها في حُجُب الغيوب من خير الآخرة، لم يَصْفُ لهم في الدنيا عيشٌ، ولم تقرَّ لهم عينٌ.

وقال ضيغم لرجل (٣): إن حبه عزَّ وجلَّ شغل قلوب محبيه عن التلذُّذ بمحبة غيره، فليس لهم في الدنيا مع محبته عزَّ وجلّ لذةٌ تداني


(١) أخرجه الخرائطي (ص ٥٤)، وابن الجوزي (ص ٧٦). والخبر والشعر في ديوان الصبابة (ص ١٦٨)، والأغاني (٤/ ١٠٣)، ووفيات الأعيان (٢/ ١٠٢).
(٢) أخرج عنه الخرائطي (ص ٥٠)، وابن الجوزي (ص ٦٦). وقد سبق عند المؤلف.
(٣) أخرج عنه الخرائطي (ص ٥١)، وابن الجوزي (ص ٧٨). وقد سبق عند المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>