للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبته، ولا يأملون في الآخرة من كرامة الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم. فسقط الرجل مغشيًّا عليه.

وفي مسند الإمام أحمد (١) من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان ــ رضي الله عنه ــ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ضرب الله مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصراط سوران، وفي السورين أبواب مفتحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مُرخاةٌ، وعلى رأس الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعًا، ولا تُعرِّجوا! وداع يدعو فوق الصراط، فإذا أراد أحدٌ فتح شيء من تلك الأبواب؛ قال: ويحك! لا تفتحهُ؛ فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلامُ، والستور المرخاة حدود الله، والأبواب المفتحةُ محارم الله، والداعي على رأس الصراط كتاب الله ــ عز وجل ــ والداعي من فوق الصراط واعظُ الله في قلب كل مسلم».

وقال خالد بن معدان (٢): ما من عبد إلا وله عينان في وجهه، يبصرُ بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه، يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيرًا؛ فتح عينيه اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعدهُ الله بالغيب، وإذا


(١) ٤/ ١٨٢ - ١٨٣. وهو حديث صحيح. وأخرجه أيضًا الخرائطي (ص ٥٢)، وابن الجوزي (ص ٧٥) وغيرهما.
(٢) أخرج عنه الخرائطي (ص ٥٢ - ٥٣) وابن الجوزي (ص ٧٥ - ٧٦). وسبق (ص ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>