وقال الحسن بن زيد (١): وَلِيَنَا بديار مصر رجلٌ، فوجد على بعض عُمَّاله، فحبسه، وقيَّده، فأشرفت عليه ابنةُ الوالي، فهويته، فكتبت إليه:
أيُّها الرَّامي بعينيـ ... ـه وفي الطَّرف الحتُوف
إن تُردْ وصلًا فقد أمْـ ... ـكَنَك الظَّبْيُ الألوفُ
فأجابها الفتى:
إن تريني زاني العيـ ... ـنين فالفرجُ عفيف
ليس إلَّا النظر الفا ... ترُ والشِّعْر الظَّريف
فكتبت إليه:
قد أردناك فألفيـ ... ـناكَ إنسانًا عفيفا
فتأبَّيت فلا زِلـ ... ـتَ لقيديك حليفا
فكتب إليها:
ما تأبَّيتُ لأنِّي ... كنتُ للظبي عيوفا
غير أنِّي خفت ربًّا ... كان بي برًّا لطيفا
فذاع الشِّعر، وبلغت القصَّة الواليَ، فدعا به، فزوَّجه إيَّاها، ودفعها إليه.
(١) أخرج عنه ابن الجوزي (ص ٢٦٧ - ٢٦٨). والخبر والشعر في الموشى (ص ١١٤)، ومصارع العشاق (١/ ٢٣٣، ٢/ ١٩٩) وقد سبقا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute