للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت منها، وأنشد:

توقَّت عذابًا لا يطاق انتقامه ... ولم تأت ما تخشى به أن تُعذَّبا

وقالت مقالًا كدتُ من شدَّة الحَيَا ... أهيمُ على وجهي حيًا وتعجُّبا

ألا أُفِّ للحبِّ الذي يورث العَمَى ... ويورد نارًا لا تملُّ التَّلهُّبا

فأقبل عودي فوق بدئي مفكِّرًا ... وقد زال عن قلبي العمى فتسرَّبا

وقال ابن خلف (١): أخبرني أبو بكر العامري [عن غيث بن عبد الكريم] (٢) قال: عشق عاتكة المُرِّيَّةَ ابنُ عمٍّ لها، فأرادها عن نفسها، فامتنعت عليه، وقالت (٣):

فما طعمُ ماءٍ من سحاب مروَّقٍ ... تحدَّر من غُرٍّ طِوال الذوائب

بمنعرجٍ أو بطن وادٍ تطلَّعت ... عليه رياح الصَّيف من كلِّ جانب

ترقرق ماء المزن فيهنَّ والتقت ... عليهنَّ أنفاس الرِّياض الغرائب

نفتْ جريةُ الماء القذى عن متونه ... فليس به عيبٌ تراه لشارب

بأطيب مما يقصر الطَّرف دونه ... تقى الله واستحياءُ تلك العواقب


(١) كما في ذم الهوى (ص ٢٣٧)، والخبر والشعر في زهر الآداب (١/ ١٨٥)، ومنازل الأحباب (ص ٨٣ - ٨٤).
(٢) الزيادة من ذم الهوى.
(٣) الشعر لأم فروة الغطفانية في الحيوان (٣/ ٥٤، ٥/ ١٤٢)، والتذكرة الحمدونية (٦/ ١١١)، ولزينب بنت فروة في الزهرة (١/ ١٢١)، ولعاتكة في المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>