وَأَصْحَاب أَصْحَابه فيبعد عَلَيْهِ تَحْقِيق حَاله وَقد قدمنَا كَلَام الشَّيْخ أَبى مُحَمَّد الجوينى عَن الْأُسْتَاذ أَبى إِسْحَاق وَكفى بِهِ فَإِنَّهُ أعرف من رَافع وَلَا أحد فى عصر الْأُسْتَاذ أخبر مِنْهُ بِحَال الشَّيْخ إِلَّا أَن يكون القاضى ابْن الباقلانى
وَقد ذكر غير وَاحِد من الْأَثْبَات أَن الشَّيْخ كَانَ يَأْخُذ مَذْهَب الشافعى عَن أَبى إِسْحَاق المروزى وَأَبُو إِسْحَاق المروزى يَأْخُذ عَنهُ علم الْكَلَام وَلذَلِك كَانَ يجلس فى حلقته وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا عَقدنَا لَهُ هَذَا الْفَصْل فلنعد إِلَى غرضنا فَنَقُول قَالَ المآيرقى وَلم يكن أَبُو الْحسن أول مُتَكَلم بِلِسَان أهل السّنة إِنَّمَا جرى على سنَن غَيره وعَلى نصْرَة مَذْهَب مَعْرُوف فَزَاد الْمَذْهَب حجَّة وبيانا وَلم يبتدع مقَالَة اخترعها وَلَا مذهبا انْفَرد بِهِ أَلا ترى أَن مَذْهَب أهل الْمَدِينَة نسب إِلَى مَالك وَمن كَانَ على مَذْهَب أهل الْمَدِينَة يُقَال لَهُ مالكى وَمَالك إِنَّمَا جرى على سنَن من كَانَ قبله وَكَانَ كثير الِاتِّبَاع لَهُم إِلَّا أَنه لما زَاد الْمَذْهَب بَيَانا وبسطا عزى إِلَيْهِ كَذَلِك أَبُو الْحسن الأشعرى لَا فرق لَيْسَ لَهُ فى مَذْهَب السّلف أَكثر من بَسطه وَشَرحه وتواليفه فى نصرته
وَأطَال المآيرقى فى ذَلِك ثمَّ عدد خلقا من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة كَانُوا يناضلون عَن مَذْهَب الأشعرى ويبدعون من خَالفه وَلَا حَاجَة إِلَى شرح ذَلِك فَإِن الْمَالِكِيَّة أخص النَّاس بالأشعرى إِذْ لَا نَحْفَظ مالكيا غير أشعرى ونحفظ من غَيرهم طوائف جنحوا إِمَّا إِلَى اعتزال أَو إِلَى تَشْبِيه وَإِن كَانَ من جنح إِلَى هذَيْن من رعاع الْفرق
ثمَّ ذكر المآيرقى رِسَالَة الشَّيْخ أَبى الْحسن القابسى المالكى الَّتِى يَقُول فِيهَا وَاعْلَمُوا أَن أَبَا الْحسن الأشعرى لم يَأْتِ من علم الْكَلَام إِلَّا مَا أَرَادَ بِهِ إِيضَاح السّنَن والتثبت عَلَيْهَا
إِلَى أَن يَقُول القابسى وَمَا أَبُو الْحسن إِلَّا وَاحِد من جملَة القائمين فى نصْرَة الْحق مَا سمعنَا من أهل الْإِنْصَاف من يُؤَخِّرهُ عَن رُتْبَة ذَلِك وَلَا من يُؤثر عَلَيْهِ فى عصره غَيره وَمن بعده من أهل الْحق سلكوا سَبيله