وَأبْدى علوما ميزت فضل فَضله ... كتمييز ذى البردين وَالْفرس الْورْد)
(فَجَاءَت مجئ الصُّبْح وَالصُّبْح وَاضح ... وسارت مسير الشَّمْس وَالشَّمْس فى السعد)
(وفاضت فَفَاضَتْ أنفس من عداته ... وغاضت وَمَا غاضت على كَثْرَة الْورْد)
(وآضت رياض الْعلم مطلولة الثرى ... بسح غمام الْفضل منسكب الْعَهْد)
(وجادت بنشر الدّين فى عَالم الْهدى ... فَجَاءَت بنشر لَا العرار وَلَا الرند)
(من الحكم اللاتى تضوع عرفهَا ... فعد عَن الْورْد المضاعف والند)
(سللن سيوف الْحق فى موطن الْهدى ... فغادرن صرعى الْمُلْحِدِينَ بِلَا لحد)
(وأيدن دين الله فى أفق الْعلَا ... بِلَا منصل عضب وَلَا فرس نهد)
(وشيدن أَعْلَام الْحَقَائِق فى الورى ... فَللَّه مِنْهَا من تجن وَمَا تبدى)
(ومجدن ذَات الله تمجيد عَالم ... بِمَا يسْتَحق الله من صفة الْمجد)
(وكذبن دَعْوَى كل غاو مجسم ... بِمَا رد من قَول لَهُ وَاجِب الرَّد)
(وأمضين حكم النَّقْل وَالْعقل فاحتوى ... كَلَام إِمَام الْحق مجدا على مجد)
(معَان إِذا جَاشَتْ ميادين فَضلهَا ... أخذن بأعناق الْأَنَام إِلَى الرشد)
(وَإِن كنت عدليا يحكم عقله ... برد مُرَاد الله عَن بعض مَا قصد)
(وإمضاء مَا يختاره العَبْد من هوى ... فَحكم إِلَه العَبْد دون هوى العَبْد)
(وتجحد تشفيع الرَّسُول وَأَنه ... يرى الله يَوْم الْحَشْر أُفٍّ لذى الْجحْد)
(وتنفى صِفَات الله جلّ جَلَاله ... وتزعم أَن الآى محدثة الْعَهْد)
(وَتلْزم إِيجَابا على الله فعله ... لأصلح مَا يرضى وَأفضل مَا يجدى)
(فجانب هَاتين الطَّرِيقَيْنِ علمه ... كَمَا جَانب القيسى فى النّسَب الأزدى)
(وَقَالَ بِإِثْبَات الصِّفَات وذاتها ... وسلب صِفَات النَّفس عَن صَمد فَرد)
(فَمن مُوجب يَوْمًا على الله حكمه ... وَمن ذَا الذى يحْتَج إِن هُوَ لم يهد)