(وَمن ذَا الذى يقْضى بِغَيْر قَضَائِهِ ... وَمن ذَا الذى عَن قهر عزته يحدى)
(وَهل حَاكم فى الْخَيْر وَالشَّر غَيره ... إِذا شَاءَ أمرا لم ترده يدا رد)
(هُوَ الله لَا أَيْن وَلَا كَيفَ عِنْده ... وَلَا حد يحويه وَلَا حصر ذى حد)
(وَلَا الْقرب فى الْأَدْنَى وَلَا الْبعد والنوى ... يُخَالف حَالا مِنْهُ فى الْقرب والبعد)
(فَمن قبل قبل الْقبل كَانَ وَبعده ... يكون بِلَا حصر لقبل وَلَا بعد)
(تنزه عَن إِثْبَات جسم وسلبه ... صِفَات كَمَال فاقف رسمى أَو حدى)
(تبَارك مَا يَقْضِيه يمضى وَمَا يشا ... يكون بِلَا بَدْء عَلَيْهِ ولابد)
(تقدس مَوْصُوفا وَعز منزها ... وَجل عَن الأغيار منسلب الْفَقْد)
(هُوَ الْوَاجِب الْأَوْصَاف والذات فاطرح ... سواهَا من الْأَقْوَال فهى الَّتِى تردى)
(هُوَ الْحق لَا شئ سواهُ فَمن يزغ ... ضلالا فَإنَّا لَا نزيغ عَن الْقَصْد)
(هُوَ الْفَاعِل الْمُخْتَار لَيْسَ بِمُوجب ... لشئ من الْمَخْلُوق فى أنفس الْفَرد)
(وَلَيْسَ إِلَه الْخلق عِلّة خلقه ... وَلَكِن فعل الله علية الوجد)
(وَلَا نِسْبَة بَين الْعباد وَبَينه ... وَهل عِلّة إِلَّا مُنَاسبَة تجدى)
(هُوَ الْوَاصِل النعاب لطفا بضعفه ... على فَقده من أمه صلَة الوجد)
(هُوَ الْخَالِق الأشباح فى ظلم الحشا ... هُوَ الكافل الطِّفْل الرَّضِيع لَدَى المهد)
(أدر لَهُ من جلدتين لبانه ... ولولاه لم يسق اللبان من الْجلد)
(فهذى فُصُول من أصُول كَثِيرَة ... على قصر النّظم المقصر عَن قصدى)