(وَيكون مِنْهُ لكل دَاء حاسما ... يُعْطي وَيَأْخُذ من نَهَاهُ قراضا)
(ذهن يفوت البارقات تسرعا ... ويفوقها فِي جوها إيماضا)
(وَبِه على الْمَقْصُود يصبح وَاقعا ... إِن غاض فهم سواهُ مِنْهُ فاضا)
(وَله التصانيف الَّتِي فِي الْفِقْه قد ... أمست طوَالًا فِي الْأَنَام عراضا)
(لم يبْق علم مُشكل بَين الورى ... إِلَّا وشق الْبَحْر مِنْهُ وخاضا)
(حَتَّى انتقى مِنْهُ لآليه الَّتِي ... تمسي الْجَوَاهِر عِنْدهَا أعراضا)
(وَغدا تكون مسودات علومه ... مِنْهَا صحائفه تشف بَيَاضًا)
(كم حجَّة لمعاند أَو ملحد ... أَمْسَى لنظم دليلها دحاضا)
(مَا كَانَ يخْشَى من أفاعي الْبَحْث فِي ... يَوْم الْجِدَال إِذا نحته عضاضا)
(قد كَانَ فَارس كل علم غامض ... تَلقاهُ فِي ميدانه ركاضا)
(مَا رَاح إِلَّا كي تحل لقُرْبه ... حلل الْقبُول من العلى وتفاضا)
(كم قد تغمد حلمه من مذنب ... عَنهُ تغافل تَارَة وتغاضى)
(وَإِذا توعد من أسا ينسى وَإِن ... وعد الْوَلِيّ مَا احْتَاجَ أَن يتقاضى)
(أراؤه الْحسنى إِذا مَا أرْسلت ... مِنْهَا السِّهَام أَصَابَت الأغراضا)
(مَا يَنْقَضِي مِنْهُ الْجَمِيل لطَالب ... حَتَّى يُشَاهد غَيره قد آضا)
(وتراه إِن أبدى الزَّمَان قطوبه ... وخطوبه مُتَبَسِّمًا مرتاضا)