(وأبدع بعد الْكل مظهر وَصفه ... وكمله فهما وعلما بعزة)
(وعرفه مَا شَاءَ من كَونه لَهُ ... وطاعته فِي أمره المستديمة)
(وَذَاكَ هُوَ الْإِنْسَان أَفْخَر خلقه ... على كل كَون بارتفاع وزلفة)
(فَأعْطَاهُ عقلا يفهم الْخَيْر والتقى ... وَيثبت باريه بأوضح حجَّة)
(وعلما وسمعا ثمَّ نورا بِهِ يرى ... مَرَاتِب أشكال بَدَت فِي الشَّهَادَة)
(وخيره فِيمَا يُرِيد لنَفسِهِ ... بِمَا احْتَاجَ إصلاحا لِقَوْمِهِ صُورَة)
(ومكنه فِيمَا يروم تكسبا ... بآثار فضل من نتائج نفحة)
(وَركب فِيهِ قُوَّة غضبية ... لدفع الْأَذَى من موبقات البلية)
(وتمم فِيهِ شَهْوَة سبعية ... لجلب مرادات لَهُ فِي الغريزة)
(فَيثبت مَا محبوبه لمراده ... وَيدْفَع مَا مبغوضه لشكيمة)
(فكلفه الرَّحْمَن بِالشَّرْعِ بَعْدَمَا ... نفى عَنهُ كل النَّقْص فِي أصل خلقَة)
(فَلَمَّا سرى فِي مهمه النَّفس والهوى ... وخاض بحار الْجَهْل من غير رِيبَة)
(أَنْت رسل من عِنْد باريه مُعْلنا ... مناهج مَا أبدى لنَفس منيرة)
(وَأوجب إتباع الرَّسُول على الورى ... وكلفهم إِثْبَات فرض وَسنة)
(وَبَين أَن الْكل من عِنْده بدا ... وطاعته حتم لكل الْبَريَّة)
(قضى أزلا بالْكفْر وَالْجهل والنوى ... لبَعض فَلَا يَنْفَعهُ قفوى الشَّرِيعَة)
(وَآخر مفطور صفى معَارض ... إجَازَة كل المدركات بِقُوَّة)