(وَلم يعلم الْمُقْتَضِي علم قَضَائِهِ ... ليتبعه فِيمَا أَرَادَ برأفة)
(وَلَكِن لما مَال نفس خسيسة ... إِلَى عدم الْإِسْلَام والتبعية)
(أضَاف إِلَى الْبَارِي إِرَادَة فعله ... وَلَيْسَ لَهُ علم بذا فِي الْحَقِيقَة)
(وأبقاؤها فِي الْكفْر لَيْسَ أَمارَة ... على أَنَّهَا من بَابه بطريدة)
(فقد عَاشَ شخص كَافِرًا طول عمره ... فأدركه سبق لَهُ بالسعادة)
(فَأسلم ثمَّ أمحى جلائل ذَنبه ... فَصَارَ بِفضل الله من أهل جنَّة)
(وَآخر فِي الْإِسْلَام أذهب عمره ... بورد وأذكار وإكثار حجَّة)
(فأدركه سبق الْكتاب بِعِلْمِهِ ... فصيره من أهل ذل وشقوة)
(وَهَذَا هُوَ الحكم الْمُحَقق دَائِما ... خَفِي على الْأَلْبَاب والألمعية)
(بَيَان وُقُوع الحكم من أول الدنا ... إِلَى آخر الْأَعْصَار فِي كل ذرْوَة)
(فيا أَيهَا الذِّمِّيّ هَل أَنْت عَارِف ... بكفرك حتما عِنْد أهل الشَّرِيعَة)
(لتَحكم أَن الله بالْكفْر قَاضِيا ... وَلم يرضه حاشاه فِي كل مِلَّة)
(إِذا كَانَ قَاضِي الْكفْر فِي بَدْء خلقه ... فَلَيْسَ لَهُ تَغْيِير حكم الْإِرَادَة)
(لقَوْل نَبِي الله مَا جف سَابِقًا ... لتحقيق مَا أبدى بِحكم الْمَشِيئَة)
(فَلَيْسَ لنا جزم بأنك كَافِر ... وَلَا حتم بِالْإِسْلَامِ فِي كل حقبة)
(وَلَكِن يبين الحكم قرب انْتِقَاله ... بِآيَة خير أَو بِسوء الأمارة)
(فَإِن كنت من أهل السَّعَادَة آخرا ... فَمَا ضرك التهويد قبل الْإِنَابَة)
(وَإِن كنت من أهل الشقاوة واللظى ... فَلَا لَك نفع إِن أتيت بتوبة)