(وَهَذَا إِذا حققته متأملا ... فَلَيْسَ يسد الْبَاب من بعده دَعْوَة)
(لِأَن من الْمَعْلُوم أَن قَضَاءَهُ ... بِأَمْر على تَعْلِيقه بشريطة)
(يجوز وَلَا يأباه عقل كَمَا ترى ... حُدُوث أُمُور بعد أُخْرَى تأدب)
(كَمَا الرّيّ بعد الشّرْب والشبع الَّذِي ... يكون عقيب الْأكل فِي كل مرّة)
(وَلَيْسَ ببدع أَن يكون مُعَلّقا ... قَضَاء الْإِلَه الْحق رب الخليقة)
(بكفرك مهما كنت بالبغي رافضا ... تعَاطِي أَسبَاب الْهدى مَعَ مكنة)
(فَمن جملَة الْأَسْبَاب فِيمَا رفضته ... مَعَ الْأَمر والإمكان لفظ شَهَادَة)
(فَأَنت كمن لَا يَأْكُل الدَّهْر قَائِلا ... أَمُوت بجوع إِذا قضى لي بجوعتي)
(فَلَو أَنْتُم أقبلتم بضراعة ... إِلَى الله وَالدّين القويم الطَّرِيقَة)
(ووفيتم حسن التَّأَمُّل حَقه ... وأحسنتم الإمعان فِي كل نظرة)
(لَكَانَ الَّذِي قد شاءه الله من هدى ... وَلَيْسَ خُرُوج عَن قَضَاء بِحَالَة)
(أَلا نفحات الرب فِي الدَّهْر جمة ... وَلَكِن تعرض كي تفوز بنفحة)
(وَلَا تتكل واعمل فَكل ميسر ... لما هُوَ مَخْلُوق لَهُ دون رِيبَة)
(وَلَو كنت أَدْرِي أَن ذهنك قَابل ... لفهم كَلَام ذِي غموض ودقة)
(لأشبعت فِيهِ القَوْل بسطا محققا ... على نمطي علمي كَلَام وَحِكْمَة)
(ولكنما الْمَقْصُود إقناع مثلكُمْ ... فهناك قَصِيرا من فُصُول طَوِيلَة)
(وَلَوْلَا وُرُود النَّهْي عَن هَذِه الَّتِي ... سَأَلت لصار الْفلك فِي وسط لجة)
(فها أَنا أطوي مَا نشرت بساطه ... وَأَسْتَغْفِر الله الْعَظِيم لزلتي)