(لما كَانَ مِنْكُم عِنْد ذَلِك غير مَا ... عهدنا لكم ذل وعض الأباهم)
(فقد طَال مَا زاروكم فى بِلَادكُمْ ... مسيرَة عَام بالخيول الصلادم)
(وَأما سجستان وكرمان والألى ... بكابل حلوا فى ديار البراهم)
(فمغزاهم فى الْهِنْد لَا يعرفونكم ... بِغَيْر أَحَادِيث لذكر التهازم)
(وَفِي فَارس والسوس جمع عرموم ... وَفِي أَصْبَهَان كل أروع عازم)
(فَلَو قد أَتَاكُم جمعهم لغدوتم ... فرائس للآساد مثل الْبَهَائِم)
(وبالبصرة الزهراء والكوفة الَّتِى ... سمت وبأدنى وَاسِط كالكظائم)
(جموع تسامى الرمل جم عديدهم ... فَمَا أحد ينوى لقاهم بسالم)
(وَمن دون بَيت الله مَكَّة والتى ... حباها بمجد للثريا ملازم)
(مَحل جَمِيع الأَرْض مِنْهَا تَيَقنا ... محلّة سفل الْخُف من فص خَاتم)
(دفاع من الرَّحْمَن عَنْهَا بِحَقِّهَا ... فَمَا هُوَ عَمَّا كرّ طرف برائم)
(بهَا دفع الأحبوش عَنْهَا وقبلهم ... بحصباء طير من ذرا الجو حائم)
(وَجمع كموج الْبَحْر مَاض عَرَمْرَم ... حمى سرة الْبَطْحَاء ذَات الْمَحَارِم)
(وَمن دون قبر الْمُصْطَفى وسط طيبَة ... جموع كمسود من اللَّيْل فَاحم)
(يقودهم جَيش الْمَلَائِكَة الْعلَا ... كفاحا ودفعا عَن مصل وصائم)
(فَلَو قد لقيناكم لعدتم رمائما ... بِمن فى أعالى نجدنا والحضارم)
(وباليمن الْمَمْنُوع فتيَان غَارة ... إِذا مَا لقوكم كُنْتُم كالمطاعم)