للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١ - بَاب: قِيَامِ النَّبِيِّ بِاللَّيْلِ ونَوْمه، وَمَا نُسِخَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿يا أيها الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلا.

⦗٣٨٣⦘

إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا﴾ /المزمل: ١ - ٧/.

وَقَوْلُهُ: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ /المزمل: ٢٠/.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : نَشَأَ: قَامَ، بِالْحَبَشِيَّةِ. "وِطَاءً" قَالَ: مُوَاطَأَةَ الْقُرْآنِ، أَشَدُّ مُوَافَقَةً لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ. ﴿لِيُوَاطِئُوا﴾ /التوبة: ٣٧/: لِيُوَافِقُوا.


(المزمل) المتلفف بثيابه. (رتل القرآن) اقرأه مرتلا، مبينا حروفه ومشبعا حركاته، متثبتا في تلاوته، متفهما لمعانيه. (قولا ثقيلا) شديدا لما فيه من التكاليف، وهو القرآن الكريم. (ناشئة الليل) ساعاته والقيام فيه بعد النوم. (وطاء) هي القراة متواترة قرأ بها أبو عمرو وابن عامر، والمعنى: أكثر موافقة للقلب على تفهم القرآن. وقراءة حفص ﴿وطأ﴾ أي قيامها أثقل على النفس المصلية من ساعات النهار. (أقوم قيلا) أثبت قولا وأسرع في الاستجابة. (سبحا طويلا) فراغا طويلا تقضي به حوائجك، وتتصرف فيه في أشغالك. (لن تحصوه) لن تطيقوا قيام الليل. (يضربون في الأرض) يسافرون. (يبتغون من فضل الله) يطلبون الرزق من الله تعالى. (أقرضوا الله) أنفقوا المال تطوعا في سبل الخير. (قرضا حسنا) إنفاقا من مال حلال عن طيب نفس وإخلاص نية. (ليواطئوا) يستشهد به على تفسير لفظ الوطاء والمواطاة.