للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٧ - باب: تفسير سُورَةُ النَّحْلِ.

﴿رُوحُ الْقُدُسِ﴾ /١٠٢/: جِبْرِيلُ. ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ /الشعراء: ١٩٣/. ﴿فِي ضَيْقٍ﴾ /١٢٧/: يُقَالُ: أَمْرٌ ضَيْقٌ وَضَيِّقٌ، مِثْلُ هَيْنٍ وَهَيِّنٍ، وَلَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿تَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ﴾ /٤٨/: تَتَهَيَّأُ. ﴿سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا﴾ /٦٩/: لَا يَتَوَعَّرُ عَلَيْهَا مَكَانٌ سَلَكَتْهُ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿فِي تَقَلُّبِهِمْ﴾ /٤٦/: اخْتِلَافِهِمْ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿تَمِيدُ﴾ /١٥/: تَكَفَّأُ. ﴿مُفْرَطُونَ﴾ /٦٢/: مَنْسِيُّونَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ /٩٨/: هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ، وَذَلِكَ أَنَّ

⦗١٧٤٠⦘

الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَمَعْنَاهَا: الِاعْتِصَامُ بِاللَّهِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿تُسِيمُونَ﴾ /١٠/: تَرْعَوْنَ. ﴿قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ /٩/: الْبَيَانُ. الدِّفْءُ: مَا اسْتَدْفَأْتَ. ﴿تُرِيحُونَ﴾ /٦/: بِالْعَشِيِّ، وَ ﴿تَسْرَحُونَ﴾ /٦/: بِالْغَدَاةِ. ﴿بِشِقِّ﴾ /٧/: يَعْنِي الْمَشَقَّةَ. ﴿عَلَى تَخَوُّفٍ﴾ /٤٧/: تَنَقُّصٍ. ﴿الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً﴾ /٦٦/: وَهِيَ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ، وَكَذَلِكَ: الْأَنْعَامُ جَمَاعَةُ النَّعَمِ. ﴿أكنانا﴾ /٨١/: وَاحِدُهَا كِنٌّ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ. ﴿سَرَابِيلَ﴾ قُمُصٌ ﴿تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ﴾ /٨١/: فَإِنَّهَا الدُّرُوعُ. ﴿دَخَلًا بَيْنَكُمْ﴾ /٩٢ - ٩٤/: كُلُّ شَيْءٍ لَمْ يَصِحَّ فَهُوَ دَخَلٌ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿حَفَدَةً﴾ /٧٢/: مَنْ وَلَدَ الرَّجُلُ. السَّكَرُ مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا، وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ.

⦗١٧٤١⦘

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَدَقَةَ: ﴿أَنْكَاثًا﴾ /٩٢/: هِيَ خَرْقَاءُ، كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ غَزْلَهَا نَقَضَتْهُ.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْأُمَّةُ مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ.


(روح القدس) الروح في الأصل: ما يقوم به الجسد وتكون به الحياة، وقد أطلق على جبريل ، لأنه ينزل بالوحي الذي به قوام الإنسانية وحياة النفوس والأرواح والقلوب. والقدس الطهر، ووصف به جبريل ، لأنه مطهر من المعصية وحظوظ النفس والشهوات. (الأمين) على ما استودعه الله ﷿ من رسالته إلى المرسلين عليهم الصلاة والسلام. (ضيق) كرب وهم وغم. وفيه قراءتان: ﴿ضيق﴾ بفتح الضاد. و ﴿ضيق﴾ بكسرها. وهما متواترتان. (تتفيأ) تميل وتدور من جانب إلى جانب، وفي قراءة: ﴿يتفيأ﴾. (تتهيأ) قال في الفتح: الصواب تتميل. (سبل ربك) الطرق التي ألهمك الله تعالى سلوكها ودخولها. لتأكلي من الثمرات البعيدة، ثم تعودين راجعة إلى خلاياك لا تضلين عنها. أو: الطرق التي ألهمك الله تعالى إياها في عمل العسل. (ذللا) حال من السبل، أي سهلة ممهدة. أو حال من الضمير في قوله تعالى: ﴿فاسلكي﴾ أي اصنعي العسل وأنت منقادة لما أمرت، ميسرة لما أنت فيه من التعسيل. (يتوعر) يتشدد ويصلب. (تقلبهم) أسفارهم وتنقلهم في البلاد. (تميد) تضطرب وتشتد حركتها. (تكفأ) تنقلب. (مفرطون) معجلون إلى النار منسيون فيها. (فإذا
قرأت) أردت أن تقرأ. (قصد السبيل) البيان والهداية إلى الطريق المستقيم. (الدفء) يشير إلى قوله تعالى: ﴿والأنعام خلقها لكم فيها دفء﴾ /النحل: ٥/: أي ما تستدفئون به من الأكسية والأبنية التي تصنعونها من جلودها وأوبارها وأشعارها وأصوافها. والأنعام: الإبل والبقر والغنم، ومنها المعز. (تريحون) ترجعون في العشي. (تسرحون) تخرجون للرعي. (بالغداة) أول النهار. (يعني المشقة) أي ﴿بشق﴾ مأخوذ من المشقة وهي الجهد والتعب، وقيل المراد: النصف، أي إن الجهد الذي يبذل بحمل الأثقال التي تحملها الدواب إلى البلاد البعيدة ينقص قوة النفس إلى النصف. (تخوف) تنقص، أي يأتيهم العقاب من أطرافهم ويأخذهم قليلا قليلا حتى يهلكوا ويفنوا، وهو معنى التنقص، وفي اللغة: تخوفه تنقصه وأخذ من أطرافه أي نقصه قليلا قليلا كأنه يخافه. (لعبرة) لعظة وبرهانا على قدرة الخالق جل وعلا، إذ يخرج اللبن اللذيذ الممتع من بين فرثها - ما في جوفها من قذر - ودمها. (جماعة .. ) جمع، والنعم في الأصل الإبل خاصة، وتطلق على الإبل والبقر والغنم مجتمعة، ولا تطلق على البقر أو الغنم خاصة. (أكنانا) بيوتا منحوتة في الصخور، كالكهوف، تأوون إليها. (سرابيل) جمع سربال، وهو ما يلبس من قميص أو درع. (تقيكم بأسكم) تحميكم ضربات وطعنات سلاح الأعداء الشديدة. والبأس: الشدة والحرب والعذاب. (دخلا بينكم) ذريعة للغش والخداع والخيانة. (حفدة) جمع حافد وهو ولد الولد، وقد يطلق على الولد أيضا، ويقال له أيضا: حفيد ويجمع على حفداء. (السكر .. والرزق الحسن) يشير إلى قوله تعالى: ﴿ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون﴾ /النحل: ٦٧/. المراد - والله أعلم - بيان عجائب صنع الله ﷿ وحكمته في خلقه، وكيف أنه جعل الشيء الواحد: يمكن أن يكون منه الخبيث المقيت المحرم، وأن يكون منه اللذيذ الطيب المباح، والعقلاء: هم الذين يدركون سر الله تعالى في خلقه ويستشعرون حكمته، فيلتزمون أمره ويجتنبون نهيه. وقال المفسرون في تفسيرها أقولا منها: أن السكر ما لا يسكر من الأنبذة، وهي: الزبيب والتمر ينقع في الماء ويشرب ماؤه قبل أن يتخمر، أو هو الخل بلغة أهل الحبشة، أو المراد الخمر وأن هذا كان قبل تحريم الخمر. والرزق الحسن: هو ما يؤكل من ثمرها دون تصنيع، رطبا أو مجففا كالتمر والزبيب، أو بعد التصنيع كالخل والدبس. (صدقة) قال العيني: الظاهر أن صدقة هذا هو أبو الهذيل. (أنكاثا) جمع نكث، وهو الغزل يحل فتله فيعود كما كان قبل الفتل مفرق الأجزاء. (هي خرقاء) حمقاء، وهو إشارة إلى قوله تعالى: ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾ /النحل: ٩٢/. قيل: هي امرأة معينة كانت في مكة تفعل ذلك وتلقب بالخرقاء. (نقضت) من النقض، ويستعمل لمعان منها: الهدم والإبطال والحل بعد العقد. (أبرمت) فتلت. (الأمة .. القانت) يشير إلى قوله تعالى: ﴿إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين﴾ /النحل: ١٢٠/. (أمة) لها معان عدة: منها: القدوة ومعلم الخير لأن قوام الأمة كان به، أو لأنه جمع من صفات الخير ما يكون في أمة، أو لأنه قام مقام أمة في توحيد الله تعالى وعبادته إذ انفرد عن قومه في عبادة الله تعالى ونبذ الأصنام. (قانتا) مطيعا له قائما بأمره. (حنيفا) مائلا عن الشرك إلى التوحيد والإسلام دين الفطرة.