للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:


(الذاريات) فسرت بالرياح، لأنها تذر التراب وغيره، أي تنثره وتفرقه عند هبوبها. (وفي أنفسكم) أي دلائل على الصانع جل وعلا ووحدانيته وقدرته، ومن ذلك: أنها تأكل وتشرب … وهذا أمر عظيم وبديع. (تبصرون .. ) بعين الاعتبار. (فراغ) عدل ومال. (الرميم) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم. ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم﴾ /الذاريات: ٤١، ٤٢/. (العقيم) التي لا خير فيها من إنزال مطر أو إلقاح شجر، بل هي ريح هلاك. (تذر) تترك. (وكذلك) أي وحاصل معنى هذا الأشتقاق السعة والقدرة. (الموسع) الموسر. (قدره) ما يتناسب مع قدرته من النفقة. (زوجين) صنفين ونوعين. (من الله إليه) من معصيته إلى طاعته، ومن عذابه إلى رحمته وثوابه. (الفريقين) الجن
والإنس. (خلقهم ليفعلوا) أي خلقهم ولديهم استعداد أن يوحدوا الله تعالى ويخصوه بالعبادة والطاعة، وكلفهم بذلك. (وليس فيه .. ) أي المعتزلة الذين قالوا: إن إرادة الله تعالى لا تتعلق إلا بالخير، وأما الشر فليس مرادا له، واحتجوا بهذه الآية. وقولهم هذا مردود، لأن تعليل الأمر بشيء لا يلزم منه أن يكون هو أو غيره مرادا. (الذنوب) يشير إلى قوله تعالى: ﴿فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون﴾. (للذين ظلموا) للذين كفروا من أهل مكة. (ذنوبا) هي في اللغة الدلو الكبير المملوء ماء، وفسر في الآية بالحظ والنصيب من العذاب، وبالسبيل، أي طريقا في الكفر والضلال. (أصحابهم) من سبقهم من الأمم التي أهلكها الله ﷿ وأوقع فيها العذاب. (العقيم) يشير إلى قوله تعالى: ﴿وقالت عجوز عقيم﴾ /الذاريات: ٢٩/. (الحبك) يشير إلى قوله تعالى: ﴿والسماء ذات الحبك﴾ /الذاريات: ٧/. جمع حبيكة: وهي الطريقة التي تخلفها الرياح الهادئة في الرمال أو المياه، أو هي المحبوكة، أي المتقنة، من قولهم ثوب حبيك ومحبوك أي محكم النسيج، وفسرت الآية بكلا المعنيين: أي ذات الطرائق الحسنة ولكنها لا ترى من البعد، أو ذات الخلق الحسن السوي. ((غمرة) غفلة وجهالة، وشبهة وعمى وضلالة. (يتمادون) يتطاولون ويبلغون الغاية في الضلالة. ((تواصوا .. ) أوصى بعضهم بعضا بالتكذيب واتفقوا عليه. (السيما) من السومة وهي العلامة. (الخراصون) الكذابون، وقيل:
المرتابون، وقيل: الكهنة الذين يقدرون ما لا يصح. من الخرص، وهو القول عن ظن وتخمين دون علم ويقين.