للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٢ - بَاب: قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: (يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ). إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ.

لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ /التحريم: ٦/. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ).

[ر: ٨٥٣].

فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّتِهِ، فَهُوَ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ ﵂: ﴿لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ /الأنعام: ١٦٤/. وَهُوَ كَقَوْلِهِ: ﴿وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ - ذُنُوبًا - إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ﴾ /فاطر: ١٨/.

وَمَا يُرَخَّصُ مِنَ الْبُكَاءِ فِي غَيْرِ نَوْحٍ.

وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا).

[ر: ٣١٥٧].

وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ.


(من سنته) أي يعذب الميت ببكاء الأهل، إذا كان من عادة المتوفي في حياته أن ينوح، أو يقر أهله على النوح عند فقد أحد، أو إذا كان أوصى بالنوح عليه قبل موته، والنوح البكاء مع ارتفاع الصوت. (قوا .. ) احفظوا أنفسكم من النار بترك المعاصي، واحفظوا أهليكم منها بأمرهم ونهيهم. (فإذا) أي إذا لم يكن النوح من سنته فلا شيء عليه، لأنه لا تؤاخذ نفس بغير ذنبها، كما قالت عائشة ﵂، مستدلة بقوله تعالى: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾. (ذنوبا) هذا اللفظ ليس من التلاوة، وإنما هو من تفسير مجاهد. ومعنى الآية: إن تدع نفس - أثقلتها ذنوبها - غيرها أن يحمل بعض ما عليها، لا تجاب إلى طلبها. (لا تقتل .. ) أي لا يقتل إنسان بغير حق، إلا كان على قابيل - الذي قتل أخاه ظلما - نصيب من الذنب والعقاب. (أول .. ) أول من ابتدع القتل ظلما بقتله أخاه.