للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٨٥ - باب: تفسير سُورَةُ الرَّعْدِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ﴾ /١٤/: مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ، كَمَثَلِ الْعَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى خَيَالِهِ فِي الْمَاءِ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ وَلَا يَقْدِرُ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: ﴿سَخَّرَ﴾ /٢/: ذَلَّلَ. ﴿مُتَجَاوِرَاتٌ﴾ /٤/: مُتَدَانِيَاتٌ. ﴿الْمَثُلَاتُ﴾ /٦/: وَاحِدُهَا مَثُلَةٌ، وَهِيَ الْأَشْبَاهُ وَالْأَمْثَالُ.

وَقَالَ: ﴿إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا﴾ /يونس: ١٠٢/. ﴿بِمِقْدَارٍ﴾ /٨/: بِقَدَرٍ. ﴿مُعَقِّبَاتٌ﴾ /١١/: مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ، تُعَقِّبُ الْأُولَى مِنْهَا الْأُخْرَى، وَمِنْهُ قِيلَ الْعَقِيبُ، يقال: عَقَّبْتُ فِي إِثْرِهِ. ﴿الْمِحَالِ﴾ /١٣/: الْعُقُوبَةُ. ﴿كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ﴾ /١٤/: لِيَقْبِضَ عَلَى الْمَاءِ. ﴿رَابِيًا﴾ /١٧/: مِنْ رَبَا يَرْبُو. ﴿أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ﴾ /١٧/: الْمَتَاعُ مَا تَمَتَّعْتَ بِهِ. ﴿جُفَاءً﴾ /١٧/: أَجْفَأَتِ الْقِدْرُ، إِذَا غَلَتْ فَعَلَاهَا الزَّبَدُ، ثُمَّ تَسْكُنُ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلَا مَنْفَعَةٍ، فَكَذَلِكَ يُمَيِّزُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ. ﴿الْمِهَادُ﴾ /١٨/: الْفِرَاشُ. ﴿يدرؤون﴾ /٢٢/: يَدْفَعُونَ، دَرَأْتُهُ عَنِّي دَفَعْتُهُ. ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ /٢٤/: أَيْ يَقُولُونَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ. ﴿وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾ /٣٠/: تَوْبَتِي. ﴿أَفَلَمْ ييأس﴾ /٣١/: أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ. ﴿قَارِعَةٌ﴾ /٣١/: دَاهِيَةٌ. ﴿فَأَمْلَيْتُ﴾ /٣٢/: أَطَلْتُ، مِنَ الْمَلِيِّ

⦗١٧٣٣⦘

وَالْمِلَاوَةِ، وَمِنْهُ ﴿مَلِيًّا﴾ /مريم: ٤٦/: وَيُقَالُ لِلْوَاسِعِ الطَّوِيلِ مِنَ الْأَرْضِ: مَلًى مِنَ الْأَرْضِ. ﴿أَشَقُّ﴾ /٣٤/: أَشَدُّ مِنَ الْمَشَقَّةِ. ﴿مُعَقِّبَ﴾ /٤١/: مُغَيِّرٌ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿مُتَجَاوِرَاتٌ﴾ /٤/: طَيِّبُهَا عذبها، وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ. ﴿صِنْوَانٌ﴾ النَّخْلَتَانِ أَوْ أَكْثَرُ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ. ﴿وَغَيْرُ صِنْوَانٍ﴾ /٤/: وَحْدَهَا. ﴿بِمَاءٍ وَاحِدٍ﴾ /٤/: كَصَالِحِ بَنِي آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ، أَبُوهُمْ وَاحِدٌ. ﴿السَّحَابُ الثِّقَالُ﴾ /١٢/: الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ. ﴿كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ﴾ /١٤/: يَدْعُو الْمَاءَ بِلِسَانِهِ، وَيُشِيرُ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَلَا يَأْتِيهِ أَبَدًا. ﴿سَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ /١٧/: تَمْلَأُ بَطْنَ كُلِّ وَادٍ بحسبه. ﴿زَبَدًا رَابِيًا﴾ /١٧/: الزَّبَدُ زَبَدُ السَّيْلِ. ﴿زَبَدٌ مِثْلُهُ﴾ /١٧/: خَبَثُ الْحَدِيدِ وَالْحِلْيَةِ.


(متدانيات) متقاربات، يقرب بعضها بعضا بالجوار، ويختلف من حيث العذوبة والملوحة، ومنها طيبة تنبت، ومنها سبخة لا تنبت. (المثلات) الأمم الماضية التي عصت ربها وكذبت رسله، فنزل بها العذاب وحلت فيها العقوبة. (إلا مثل .. ) مثل ما وقع فيمن سبقهم من عقاب الله تعالى وانتقامه للحق. (الأولى) الجماعة الأولى. (ومنه) من هذا الاشتقاق وهذا المعنى. (العقيب) الذي يأتي في عقب الشيء. (المحال) التدبير لإهلاك الجاحدين وأخذهم في قوة لا تقاوم. وأصل المحال: المماكرة والمغالبة والمماحلة، محل بفلان كاد له واحتال في إيذائه. (رابيا) عاليا مرتفعا فوق الماء. (زبد) هو ما ينتفخ من فقاعات فوق السيل أو المعادن المصهورة ثم يتلاشى دون أن ينتفع به، فكذلك مثل الحق والباطل، فالحق: كالسيل وجوهر المعدن يبقى وينتفع به، والباطل: كالزبد ينتفش وينتفخ ويتعالى ثم يتلاشى وينمحق. (جفاء) مدفوعا مرميا به لا بقاء له، أو تنشفه الأرض، يقال: جفا الوادي إذا نشف. (داهية) مصيبة تروعهم كالحرب المبيدة أو العقاب الشديد. (الملي والملاوة) الزمن الطويل. (وحدها) أي مستقلة بأصلها. (بماء واحد) أي الجميع يسقى بنفس الماء ومع ذلك يختلف في النشأة والثمرة. (كصالح .. ) أي الجبلة والفطرة واحدة، ومع ذلك تختلف مسالكهم وأخلاقهم. (الحلية) المراد: الذهب أو الفضة تصهر لتصنع منها الحلية، وهي الزينة، فيطفو خبثها - أي شوائبها - ليزال.