للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:


(كقوله .. ) تفسير لما جاء في الآية نفسها، من قوله تعالى: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب .. ﴾ أي إن الذين لم يفهموا معاني القرآن حق الفهم، وكان في نفوسهم فسوق وباطل وشك وارتياب، هم الذين يتتبعون المتشابه
من القرآن ويجادلون في معناه ليفسدوا على الناس أفهامهم وإيمانهم ويثيروا الشبه والشكوك. وأما المؤمنون العارفون فإنهم يسلمون بذلك، سواء أدركوا المقصود من الوحي الإلهي أم لم يدركوه، بل يزيدهم هداية وتقوى لأنهم يعلمون أن في ذلك اختبارا لصدق إيمانهم وخالص يقينهم. (يجعل الرجس) النجس، أي يحكم عليهم بأنهم أنجاس في مسلكهم، وقيل: الرجس السخط والعذاب والإثم. (لا يعقلون) أمر الله تعالى وأمر رسول الله ﷺ. (اهتدوا) سمعوا القرآن ودعوة الرسول ﷺ فعقلوها وآمنوا بها وسلكوا سبيلها. (هدى) بصيرة وعلما، وشرح صدورهم للحق. (آتاهم تقواهم) أعانهم على طاعته سبحانه وأثابهم عليها. (ابتغاء الفتنة) طلبا لإثارة الفتن والتشكيك في العقيدة باتباع المشتبهات. (الراسخون في العلم) المتثبتون فيه، والمتمكنون منه المدركون لدقائقه وأسراره. (يعلمون) أي تأويله، أو: يعلمون أنه مما اختص الله بعلمه وأنزله اختبارا للإيمان والتصديق، فيقولون: آمنا به.