فضله وإنعامه، والعرب تسمي النعم أياما كما تسمي العذاب كذلك. (عوجا) زيفا وميلا وانحرافا عن القصد. (آذنكم) أعلمكم، قال العيني: وفي رواية أبي ذر: أعلمكم ربكم. (هذا مثل .. ) أي هذا مثل ضربه الله ﷿ لصد هؤلاء الأقوام رسلهم عن الدعوة إلى الحق، ورفضهم قبوله أبلغ رفض، وتركهم لما أمروا به من التصديق والامتثال - يقال: رددت قول فلان في فيه، أي كذبته - معلنين تكذيبهم، وأنه لا جواب عندهم إلا تأكيدهم الكفر بما جاؤوا به، أو المراد بالآية ظاهر معناها، وهو: أن هؤلاء لما سمعوا دعوة الرسل ﵈ عضوا على أصابعهم تغيظا، أو استهزاء، كما يفعل من غلبه الضحك، لشدة ضحكهم عند سماع أقوال الرسل، وقيل: جعلوا أيديهم على أفواههم مشيرين إلى الرسل: أن اسكتوا عما تقولون، وقيل: إنهم وضعوا أيديهم على أفواه الرسل ليسكتوهم. (مقامي) إقامتي له يوم القيامة للحساب، أو: عرف منزلتي في الربوبية والسيطرة على جميع المخلوقات، فخاف عقابي ولزم طاعتي. (من ورائه) أي من وراء حياته في الدنيا، ولذلك فسرت بقدامه، لأنه سيستقبل ذلك. (لكم تبعا) تابعين لكم في الاعتقاد والفكر والسلوك. (بمصرخكم) بمغنيكم ومنجيكم. (الصراخ) الصوت الشديد. (خاللته) صادقته مصادقة خالصة تخللت القلب، والمصدر خلة وخلال، (ويجوز .. ) أي يجوز أن يكون خلال جمع خلة.